رسالة الى الخطيب عبد الرضا معاش .. كونوا أحرارا |
شيخنا الفاضل .. في أحيان كثيرة كانت لي فرصة في الاعوام السابقة لمتابعة بعض خطاباتكم المنبرية ، وكان بعض هذا المجالس وخطاباتها تتميز بالتركيز على محاولة الاصلاح والتصدي للظواهر السلبية على صعيد المجتمع المسلم .لكن هذه الرؤية تغيرت بسبب تغير خطابكم الذي تحول الى خطاب عاطفي يتسم بالتقليدية والتناغم مع الظواهر الدينية والشكليات التي يفضلها المجتمع التقليدي رغم انها لا تمت للنهج الاصلاح الحسيني بصلة ، وذلك لأن محور رسالة ذبيح كربلاء هو الإصلاح وهدفه الأول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهنا أتساءل لماذا تسطحون عقول الناس البسطاء في خطاباتكم الاخيرة بمفاهيم لا تمت بصلة الى الرسالة والمرسول واهل بيته صلوات الله عليهم ، مفاهيم تتضمن دعوة الناس للتمرد على علماء الدين المصلحين بغطاء وتبرير لا أساس له ولا غاية ترتجى منه سوى استدرار عواطف البسطاء بالخطابات العاطفية الفارغة من المحتوى الأخلاقي والثقافي الرسالي الرصين..الشيخ الفاضل عبد الرضا معاش ..ان سبب تفسخ الكثير من طبقات المجتمع الشيعي هو الخطابات الساذجة والتي تنتهج منهجاً تسفيهيا لتعظيم البدع الطارئة على الدين والدخيلة عليه .. وارى انكم بدل ان تبذلون الجهد وهذا واجب عليكم لتنقية الدين وشعائره من البدع والضلالات نراكم تفعلون العكس وتستغلون المنبر الشريف لضرب العلماء الربانيين المصلحين وتطعنون بكل خطوة إصلاحية. ان كان ولا بد فتمسكوا بقيادتكم ودافعوا عن ارائها بدون السخرية والتسقيط والتحريض ضد مواقف الإصلاح للدين مما علق به من شوائب حولت الدين وشعائره الى مجرد كرنفالات وطقوس ومعابد والرابح الوحيد لهذا التسفيه للعقل الشيعي هم دهاقنة الدين وتجار الشعائر من الكهنة ومن يعتاش معهم على بساطة وسذاجة الناس .الطقوس المبتدعة والقبور الوهمية لن تساهم سوى في المزيد من التجهيل للعقول ولا يمكن ان يكون علاج للأمراض الإجتماعية والفساد الأخلاقي والسياسي بل ان الإصرار على إغراق المجتمع في الخرافات والبدع هو العامل المساعد الرئيسي للفاسدين لممارسة ونشر الفساد الإجتماعي والسياسي.هذه الرسالة التي أتمنى ان تصلكم ربما لا تؤدي إلى ما نتمناه من جنابكم في النأي بنفسكم عن مزاحمة العلماء المصلحين ورسالاتهم الإصلاحية التي تحاول هداية الناس للدين الحقيقي الذي ضيع عن قصد وعمد بعد ان تعرض للتشويه والتحريف ليصبح أداة لأصحاب المصالح الشخصية لتحقيق أهدافهم الدنيوية على صعيد المال والجاه والتقديس ، ولكن التذكير وظيفة وواجب شرعي واخلاقي لكل إنسان تجاه أخيه المؤمن رغم أن الغفلة والأنانية غالباً ما تؤدي الى النسيان عن قصد وعمد من قبل الطرف الآخر، الا أنني أرجو ان تنصفوا الآخرين وخصوصا العلماء المصلحين وكل إنسان يسعى لإحياء الدين الإسلامي الحنيف ورسالته السمحاء. ولكم خالص المحبة .. |