بشرى سارة: لقد وصلت لجان تحقيق دولية

في معظم مقالاتي السابقة’كنت اركز على نقطة مهمة جدا’وهي عدم ثقتي باي اجراء تتخذه السلطات العراقية’بدون اشراف دولي’حيث’تأكد ان كل ماقيل ووعدنا به لايتجاوز كونه مسكنات سرعان ماتزول لنرى بعده الداء قد استفحل’اليوم شعرت بامل كبير’وربما فرحة غامرة’اسأل الله ان تكون واقعا اعيشه’حيث
اعلنت هيئة النزاهة اليوم 10 ايار2016عن وصول اول لجنة تحقيقية دولية الى بغداد’لمساعدتها في عمليات التحقيق في القضايا والصفقات الدولية الكبرى التي ابرمت خلال السنوات السابقة’والتي من المؤكد انه حصل خلالهاعمليات تزويروعمولات خارج الصفقات القانونية’ورشاوي كبيرة’اضافة الى احتمال ان تكون بعضها مااصطلح عليه بالهوائية’اي انها كانت على الورق فقط.
اهمية الخبرأنه ولاول مرة تجري عملية تعاون بين المنظمات الدولية’واللجان التحقيقية العراقية’حيث يمكن اعتبارتلك الخطوة بداية لعلاقة جدية’بين الامم المتحدة’وبين الحكومة والعراقية’بعد ان سائت سمعة العراق الدولية حين كثرت واستشرت حالات الفساد الكبرى التي كانت ترعاها الحكومات العراقية السابقة’والاخطرهوفسادالسلطة القضائية’والتي كانت قد فقدت مصداقيتها بعد ان تبين للعالم اجمع ان قرارات القضاء العراقي ولجانه التحقيقية كانت فاسدة ومسيسة’خصوصا في زمن رئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي’والذي استطاع تجييرالقضاء لصالحه’وبتواطئ من السيد مدحت المحمود’رئيس مجلس القضاء الاعلى.
لذلك يمكن القول اليوم’بأن المنظمة الدولية قدأيقنت بأن دورهااصبح اكثرمن مهم’وتدخلهاملزم من اجل الحفاظ على ماتبقى من هيكل الدولة العراقية’والتي اوشكت على الانهيارالتام ومايعنيه ذلك من ولادة مخاطرجمة سيتاثربها كل العالم حتما’خصوصا’بعد شيوع حالة التسيب’والثورة الشعبية العارمة’التي اسقطت ماتبقى من هيبة الدولة عندما قامت باختراق جدران المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تظم مقارالحكومة والبرلمان والسفارات المهمة خصوصا الولايات المتحدة’وما تلاه من نزول ميليشيات مسلحة الى شوارع بغداد’والتي تشرف عليها وتمولها ايران’وبعد’التهديد الذي اطلقه صراحة السيد علي اكبر ولايتي’عن عزم بلاده التدخل في قمع اي ثورة اخرى قد يقوم بها جياع الشعب’ضد النظام العراقي’والذي اصبح واضحا انه يعمل بامرته’ويقدم له كل الدعم من سلاح ومال واعلام’يشوه الحقائق.
واذا مااتفقنا على ان كل مشاكل العراق اساسه الفساد وضياع المال العام’والذي يعني بالمحصلة ان حكومات العراق فاسدة ومشبوهة’فان تعاون الامم المتحدة مع العراق يعتبرمؤشرايجابي يصب في صالح السيد العبادي’حيث يبدوأن العالم اصبح واثقا من نزاهته ورغبته في القيام بعملية اصلاح حقيقية’لذلك فان تدخل تلك اللجان سوف يتيح المجال لاستجابة بعض الدول التي فيها أموال عراقية مشبوهة’والتي لاتقبل باعادتها الى مصادرها بحجة ان القضاء العراقي فاسدوغيرموثوق به’الان’فان قرارات اللجان التحقيقية الدولية ستكتسب شرعية’وجدية مطلوبة’وتكون قراراتها ملزمة عندما تثبت بالدليل ان تلك الاموال مغسولة اومسروقة اوغيرشرعية ووجوب عودتها الى الخزينة العراقية’لذلك فان خطوة اليوم تعتبربداية العد التنازلي لحلحلة الازمة العراقية’على شرط استمرارالعالم بالاشراف على عمل اللجنة ودعم قراراتها’خصوصا الولايات المتحدة الامريكية المعني الاول بالازمة والتراجيديا العراقية.
ولايجب ان نغفل امرا مهما’وهو ان حيتان الفساد’هم من القوة والقدرة بحيث لايمكن الاستهانة بما سوف يقومون به من ضغوطات ومحاولة عرقلة عمل تلك اللجان’لانهم يدركون انها قد تتسبب في الحاق اكبر الاذى بمشاريعهم وبما حققوه وكسبوه من اموال السحت’كما ان الجارة ايران’سوف لن تقف مكتوفة الايدي’خصوصا’ان اخبارموثوقة(وانا لااتبناها’لان ليس لدي اثبات مادي)تقول ان معظم تلك الاموال ذهبت الى ايران’عن طريق اصدقائها العراقيين’وهذا مايفسر صمودها امام الحصار الدولي’وتوقيت رضوخها الى لجنة 5+1’الذي تزامن مع الهبوط الحاد في اسعار النفط,مما يعني عدم قدرة العراق المالية على استمرار دعم الاقتصاد الايراني المحاصرالموشك على الانهيار,لذلك على العالم كله مراقبة تحرك ايران وميليشياتهاوالتي ربما تربك الوضع بافتعال حرب اهلية’بين اشقاء المذهب هذه المرة.
كل الاحتمالات ورادة,لذلك يجب وضع خطط طوارئ دائما.
تمنياتي ان يكون وصول اللجنة هو اول قطرات مطر الخيرالتي ستأتي بالربيع الى ارض السواد