بسمه تعالى:( وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ). ان من يمارس السياسة على انها رجس من الشيطان، أو سحر من فعل السحرة، أو على انها قرآءة كف وفنجان، أو تخرص من تخرصات المنجمين، أو هي شقاوة وفتوة لفرض الرأي بالقوة، وبعض يتخذها دق ورقص في البرلمان، ما هم إلا يعيشون في عالم من الوهم والخيال، ولا يفقهون من السياسة شيء.
حالياً السياسة يقصد بها كافة مجالات الحياة، فهي تدخل في الاقتصاد، والاجتماع، والامن، والقانون، وبقية المجالات، فاصبحت علم يدرس في الجامعات، كسياسة الاقتصاد، وسياسة الاجتماع، وسياسة الحقوق، وما الى ذلك، والسياسة اساسها العدل، ورأسها الرفق، كما يقول الامام علي عليه السلام.
ان غياب الوعي الثقافي والاخلاقي للسياسيين، مع فقدان النوايا الصادقة في العمل السياسي، سقط كثير منهم، كتساقط أوراق الشجر، في المعركة السياسية الدائرة حول الاصلاح، واصبحوا كالنار يأكل بعضهم بعضا.
أول الاوراق المتساقطة في هذه المعركة، هو التيار المدني، فبعد مظاهرات دامت فترة طويلة، جاء التيار الصدري في ليلة وضحاها، وسحب البساط من تحتهم.
ثاني الأوراق، النواب المعتصمون، وأكثرهم من أنصار الولاية الثالثة، مع شيخهم المالكي، فبعد اقتحام مجلس النواب، والاحداث التي تلته، مع رجوع سليم الجبوري لسدة الرئاسة، من الصعب ان تستقيم لهم الأمور كما أرادوا.
ثالث الأوراق، العبادي خسر الفرقاء السياسيين، وما بقاءه في السلطة إلا تمشية أمور الدولة"تصريف اعمال".
رابع الأوراق، والأكثر خسارة، التيار الصدري، فبعد الانتقادات الواسعة التي وجهت إليهم، على أثر هجومهم علي مجلس النواب، من دول الأقليم، وامريكا، وايران، ومن الاكراد والسنة، وبقية الاطراف السياسية الشيعية، فقدت الثقة بهم وانتهى أمرهم.
كل هذه الصراعات التي جرت من أجل الاصلاحات، كرقص ودق من بعض النواب، وتظاهرات وشقاوات قام بها بعض، واساليب وحيل تجري في الخفاء، ذهبت وفشلت، لعدم وجود النوايا المخلصة،"اما الزبد فيذهب جفاء ..."، واصبح المواطن العراقي هو الخاسر الأكبر، لأنه لم يحصل على أي شيء من هذه المعمعة، سوى السيارات المفخخة، وتدهور أوضاعه الأقتصادية، وهذا كله بسبب طيش السياسيين ومراهقتهم، وقلما تجد فيهم رجل رشيد!
|