احذر المزاح غير المنضبط |
هل سمعت بمرض اسمه المزاح غير المنضبط؟ قد يكون ذلك آمراً غريبا للوهلة الأولى، ولكنه مرض يصيب الناس في مختلف أعمارهم، ويغلب على المريض المرح والسرور وكثرة الكلام والنقاش والانتقال من موضوع لأخر بسرعة.. كما أنه يميل إلى التفاخر والمباهاة ، ولا يطيق أن يعارضه احد وكأنه دكتاتور عصره ، وقد يعتدي على الغير بألفاظ قاسية ويصبح سلوكه غير منضبط ويميل إلى أغراء الناس في حركاته وكلامه. أذن عاداتنا هي شخصيتنا .. فإذا كنا قد تعودنا أموراً صالحة فنحن من الصالحين ، وإذا تعودنا أموراً غير صالحة فنحن من غير الصالحين ، وكلما كانت العادات سيئة كانت الحاجة إلى تغييرها أكثر ضرورة من أي شيء أخر. والحق يقال : إن السلوك الأخلاقي حليف التدبير والتروي والاستبصار ، فلا يمكن للوازع الأخلاقي إن يستسلم للتلقائية والتسرع والحكم المندفع ، اللهم إلا إذا انساق وراء السهولة واستجاب لداعي التساهل .. ولا شك إن الخطأ الأخلاقي كثيراً ما يكون وليد ضرب من التهاون الذي يستثقل معه المرء إعمال فكره في تمييز ما قام به. والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست أخلاق السهولة هي المسئولة إلى حد ما عما انحدرنا إليه من تخلف وتدهور مجتمعي ؟ أفلا يجدر بنا مربين كنا أم مصلحين أم غير ذلك : إن ندرب أبنائنا من الشباب على حياة العمل الجاد والالتزام والمشقة حتى نخلق منهم رجال أقوياء ، يدركون إن – المعارف – وحدها هي التي تصنع المستقبل ، وان المبدعين وحدهم هم الذين يصنعون التاريخ المشرق لأوطانهم . واصدق دليل على ذلك هو : البحوث المتعددة المتباينة التي أقنعت علماء الطب العلاجي والوقائي بان الجسم والنفس عاملان متفاعلان يتأثر كل واحد بالأخر ، وان الصحة الجيدة هي الحالة التي يكون الفرد فيها اسعد ما يمكن من الناحية البدنية والنفسية والاجتماعية. وكما قال عالم الفيزياء الألماني ألبرت أينشتاين 1955-1879 ان (المثقفين يأتون لحل المشاكل بعد وقوعها ، والعباقرة يسعون لمنعها قبل أن تبدأ) .
|