متى يستقر هذا البلد؟

 

لقد توجعنا كثيرا وتحملنا الألم سنينا طويلة نتشظى كل يوم,نحمل الأحلام المنتهية الصلاحية.. فليس من المعقول إننا سوف نحلم بعد الآن وكل شيء يتدهور في بلد كانت تفتخر في المجيء إليه فكان محطة ترويح لهم ..العراق الذي كان تاج الأمة مازال يحمل جراحها وبنزف كل يوم دماء أبنائه ,بسبب ظلم الساسة وجهل الساسة وانتهاء صلاحية الغيرة العربية والإسلامية ,والعرب الذين كانوا امة واحدة تفرقوا ..بسبب اصراراهم على المضي قدما وراء وصايا أمريكا وإسرائيل ..وفلسطين التي كانت تدعى عروس عروبتنا ..مازالت مقيدة بسلاسل صهيون..كل شيء تغير في الأمة ..حتى الأمة ..مرت أعوام والخرائط تتكرر ..والدولة العربية تحدد لها حدودا لانستطيع أن نغادرها ..فمتى يعود العرب لعروبتهم ومتى يعود العراق لعرينه هذا الأسد الذي ظل قويا دائما وقامة عربية ..ماالذي يحتاجه أبناء هذا الوطن ..نحتاج التلاحم والتكاتف نحتاج إلغاء هذه التسميات الطارئة التي دخلت علينا ..فهذا شيعي وهذا سني وهذا صابئ وهذا وهذا وهذا ..متى سنترك هذه المهاترات من اجل المناصب والاقتتال الدائم من اجلها ..متى نعيد الثقة لبعضنا ..انه العراق ياسادة ..انه عراقكم الذي يضيع ولن يضيع .لقد تنازلت عن أشياء كثيرة ..بسبب استخفافنا بعروبتنا ,وبسبب انصياعنا للأوامر التي تصدر لنا من دول أخرى ..فالجميع يأخذ أوامره من عشيرته حتى فقد هيبة العشيرة (العراق)الذي أرهقنا من حزننا عليه وحنيننا ..العراق الذي أرهقنا من حبنا له ..فهو عشقنا الأبدي ..تذكرت اليوم حادثة حصلت لي عندما كنت بالكلية العسكرية ..وإثناء التدريبات في دورة الصاعقة في الكلية الأولى تحديدا حدث لي التواء في قدمي ..بعدها أدركت انه كسر . كان .هناك صديقا لي ولحد هذه الساعة اعشقه ولن أنساه ..والحقيقة لم أكن اعرف انه سني اوشيعي حتى هذه الساعة واقسم بذلك ..كان أخي هذه الذي وجدته في علاقتي معه ..كان يحملني على ظهره ..لينقلني للقاعدة ..لأستريح حملني لمسافة طويلة قاربت الكيلو متر ..كم كنت رائع يا صديقي ..أظن ان العراق كان في عيونه ..هكذا نحن حين نعشق بدون تخوف ومهاترات كما يحصل الآن ..هكذا حين نعشق ..كم كنت يتيما دونك ياصديقي فمتى نعود للديار التي استهلكتها الحروب القذرة ؟ متى نعود لعراقيتنا التي اتلف رايتها ساسة القرن التالف والعشرين ..متى ياصديقي ندك مواقع الطائفية بصواريخ حبنا لبعض ..انه العراق بحاجة لنا ..لنعود اليه رجاءا فهو خيمتنا التي لم نشم رائحة مطرها للان .