( كميت) تودع أحد أبنائها

 

إعتدت أن ( أسكت ) جهاز هاتفي  النقال في الليل ، وبالذات عندما آوي الى فراشي ، وفي بعض الاحيان أنسى أن إعيد له ( رناته ) في الصباح فيستمر ( أخرس ) مدة طويلة الى أن اتذكره فأعيد له صوته… وياليته سكت في ذلك اليوم ، أو مات نهائيا ، وتوقف قلبه ، وليس ( لسانه ) فقط ، لكي لا ينقل  لي نعي صديق العمر السيد نوري قاسم المولى الذي كان من أسمائه المفضلة .. يعرفه بصوته ، وصورته ، واسمه لكثرة الاتصالات فيما بيننا…

 وعلى غير عادته لم يتوقف هاتفي عن الرنين في  صباح  ذلك اليوم  – السبت .. وكان أول إتصال من الدكتور عبد الرزاق النصيري رئيس جامعة واسط لينقل لي الخبر المؤسف ، وكان في طريقه من الكوت الى كميت ليحضر مجلس الفاتحة على روحه .. وأخر من الشاعرالكاتب حسن عاتي الطائي ، ، وإستمر الهاتف في رنينه ينقل لي أرقاما لم يسبق أن خزنتها ذاكرته ، ولكن أسماؤها  كانت مخزونة في ذاكرتي من  أيام الطفولة والصبا ، ولم تمحها السنين ….

كان يحلو للكثير  من الاصدقاء أن يطلقوا على سيد نوري  ( إبن كميت البار) .. فهو عاشق لها ولأهلها ، وكأن الدنيا لم ( تنجب ) مثلها ، ومغرم بكل  شيء فيها ، وأبى أن يغادرها الا الى دار القرار .. ويحتفظ في أرشيفه بصور كثيرة لها عبر مراحل حياتها ، وللكثير من أهلها ، ومن بينها صور لنا في سنوات الطفولة والدراسة فيها .. كما أنشأ صفحة لها على الفيس بوك باسم ( كميت الخير ) ، وعمل شبكة علاقات واسعة من التواصل مع أهلها ، بما في ذلك من غادروها قبل عشرات السنين ، ولم يعرف أولادهم وأحفادهم شيئا عنها ، لكنه أعاد صلتهم بها .. يبحث عن أخبارهم وعناوينهم ، ويسعى لاعادة الصلة ( الكميتية ) فيما بينهم .. فمن أين لنا بقلب يسع كل تلك الاسماء والذكريات والاحلام …

 …وجدت في ( سيد نوري ) الوفاء للماضي  الجميل ، وللعشرة والصحبة الطويلة ، وروح التعاون ، والمحبة ، والاخلاص ، والتكافل مع من يحتاج الى عون ومساعدة ، يحث المتمكن على مساعدة المحتاج ، وله مواقف في الخير لا تنسى ،  وكان يصدح بذكر الله ، ومضى اليه نقيا كالندى وديعا أليفا يحب الجميع …

 رحل  سيد نوري من بالارض المتيم بها .. معشوقته التي يتغزل بها ، وكأنها عروسة المدن ، وأحلاها في نظره ..

مثواك الجنة والرضوان يا سيد نوري .. ولجميع الاصدقاء الصبر والسلوان على مرارة الفراق … ولا نقول الا ما يرضي الله …انا لله وانا اليه راجعون..

{{{{{{

كلام مفيد :

قال الشاعر:

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى

ما الحب ألا للحبيب الاول

كم منزل في الارض يألفه الفتى

وحنينه أبدا لأول منزل

 فوضى في زمن القـرود – مقالات – خالد الخزرجي

لم نسمع أو نقرأ أن هناك دولة في العالم تسير عجلة حياتها كما هي حياتنا التي نعيش عليها اليوم… فوضى في كل شيء ..لا قانون ولا ضوابط ولا تعليمات ..يُستند عليها في تنظيم الحياة ..فالارصفه تمتلىء بالبسطيات والباعة……. والارصفة بُنيت أساسا لحركة الراجلة من المواطنين وهي حق لهم في التنقل والحركة بحرية ..دون ان يؤثر هذا الحق في التجاوز على حقوق الاخرين من أصحاب المحال ..هذا اذ لم نقل ان اصحاب البسطيات قد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء ونزلوا ببسطياتهم ليستقطعوا جزء من الشارع

في منظر مقزز .لا يعبر الا عن فوضى لا يستحي من يرتكبها من وطنه ..ولا يستحي من يرتكبها عندما يصور الاجنبي هذه الحاله لتستخدمها اجهزة المخابرات المعاديه في تشويه صورة شعبنا؟؟..واصبح التزاحم على اشده بين المواطنيين والبسطيات بكل مكان .. ظاهره عامه سائده في اسواق بغداد جميعا لا تعبر الا عن فوضى متخلفه عنوانها الحقيقي الاساءه الى العراق امام العالم …. كل هذا يحدث امام من يسمون انفسهم رجال دولة .. ؟؟

اما حالات عبور المواطنين في الشوارع ..أقول شر البلية ما يضحك ..الكل يعبر في الشوارع من اي مكان يحلو له ..من جانب الشارع من وسطه ..من بين السيارات ..وسط الساحات ..لايوجد اعتبار لزحام هذه الساحه أو تلك ..ولا أعتبار لعملية العبورالتي ستُؤثر على حركة سير العجلات أو تعرض المواطنين للخطر ..والمصيبة الكبرى ان فوضى العبور بلا انضباط تجري امام ضباط ورجال المرور؟؟ ..فوضى متخلفه متعمده تسيء لشعبنا ووطننا .. هنا أسال مديرية المرور العامه ..هل تحديد اماكن العبور بالخطوط البيضاء التي كانت عليها سابقا ..لها علاقه بداعش ..أو لها علاقه بالوضع الامني ..أو لها علاقه بانقطاع الكهرباء …الترفك لايت قَدْرنا ظرف الكهرباء واعطيناكم الحق صاغرين مجبرين ..ولكن خطوط العبور ليس لها علاقه بكل مااشرنا اليه .. هي فوضى في زمن الغرائب والعجائب ؟؟

ليست هذه كل الفوضى التي يعيشها شعبنا .بل أن مجمل حياتنا التي نعيشها تحت ظل هذه الزمره ..عبارة عن فوضى عارمه مختلفة الاشكال والالوان والاوضاع ..ولاأعلم كيف يعيش شعب تعداده أكثر من ثلاثين مليون نسمه بدون قانون وتعليمات وضوابط؟؟؟

الذي أريد الوصول اليه من هذه المقدمه ..أن اصل الى مايحدث ويجري بالبرلمان العراقي من فوضى وتخلف ومساومات ..وانقلاب وتقلب في التصريحات والمبادىء في زمن أقل ما يقال عنه انه زمن القرود ..صراع وعراك ورمي بقناني الماء ومعتصمين داخل البرلمان ..كل هذا يجري من اجل الحصول على كراسي السلطة والحكم ..وكل منهم يحمل بجيبه شوكة وسكين وكل افكاره ..متى تحين له الفرصه ليستقطع حصته من كيكة العراق التي لم يبقى منها الا القليل ..بسبب سياسة هؤلاء المتصارعين انفسهم .. وسط هذا الصراع التشريعي والتنفيذي ..يقف الشعب حول المنطقه الخضراء يصرخ . يهتف يصفق ..منهم الجائع والفقير والحزين على وطنه والغيور على شعبه وبلده .. أم الشهيد والمعتقل ..ووالده ..وطلاب جامعات ومعاهد واعداديه ..نساء ورجال وشيوخ ..عمال وفلاحين لم يشهد العراق مثل هذه التظاهرات منذ تأسيسه عام 1921..كل هؤلاء خرجوا من اجل امنيات وأمال وطموح لتغيير الواقع المزري والمخزي الذي وصل اليه العراق تحت ظل غرباء يحملون جنسيات مختلفه ..؟؟

المضحك المبكي أن البعض من كان يحرض على التظاهر والتغيير ويخرج على وسائل الاعلام ويتحدث باسم الشعب ويطالب بالتغيير الشامل..وقد وضع الشعب كل اماله عليه في تحقيق التغيير والاصلاح وخرج بالملايين متظاهرا ..ضد الفساد والفاسدين ..يتفاجىء بانقلاب هؤلاء المُدعين رأسا على عقب ..مقابل تعديلات وزاريه أُقرتْ لذر الرماد في عيون الشعب بشكل عام والمتظاهرين بشكل خاص ؟؟؟

الحوادث التي شهدتها قاعة البرلمان وانقلاب أدعياء الاصلاح والتغير ..كان وقعه على الشعب كبيرا جدا ..فالكثير من الاحرار من ابناء الشعب أصبحوا اليوم يخشون على ما انتهى عليه مجلس النواب وقد يؤثر سلبيا على المظاهرات التي كان يقودها المجتمع المدني بكل أشكاله ..وهنا أعني عامة ابناء الشعب وليست جهة سياسيه معينه ..

لقد نفذت امريكا ونجحت في خلق فوضى سياسيه واداريه وماليه واقتصاديه وأتت برجال كالعناصر الكيمياويه لا تتفاعل ولاتنسجم مع بعضها ..وأختارت بعض دول الجوار من لها نفوذ في الواقع العراقي السائد من يخدم مصالحها واطماعها …حتى اصبح العراق اليوم كرة قدم يتلاعب فيها اكثر من ألف لاعب وليس 22 لاعب …..نعم هي الفوضى في زمن القرود.