يروي الشيخ الطوسي"ره"خروج التوقيع الشريف إلى القاسم بن علاء الهمدانيّ، وكيل الإمام الحسن العسكريّ"عليه السلام"وفيه:ولد مولانا الإمام الحسين"عليه السلام"يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان، فعليك بصيام هذا اليوم والدعاء بهذا الدعاء:(اللهم إنّي أسألك بحق المولود في هذا اليوم...)الخ. روى الطوسي وآخرون بسند معتبر عن الإمام الرضا"عليه السلام"أنه قال:لما ولد الإمام الحسين"عليه السلام"قال النبيّ(صلى الله عليه وآله)لأسماء بنت عميس:يا أسماء، هلميّ ابني، فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذنّ في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ووضعه في حجره فبكى، فقالت أسماء: قلت:فداك أبي وأميّ، ممّ بكاؤك؟ قال:على ابني هذا، قلت:انّه ولد الساعة يا رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقال:تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي.ثم قال:يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنّها قريبة عهد بولادته.فلما كان يوم سابعه دعا رسول الله"صلى الله عليه وآله"بابنه، فلمّا أتوه به عقّ عنه"صلى الله عليه وآله"كبشاً أملح، وأعطى القابلة وركاً، ثم حلق راسه، وتصدّق بوزن الشعر ورِقاً، وخلق رأسه بالخلوق، ثم احتضنه وقال:يعزّ عليّ قتلك يا أبا عبد الله، ثم بكى، فقالت أسماء:بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، لقد صنعت هذا في اليوم الأول وفي اليوم الثاني، فما هو؟قال:(أبكي على ابني هذا، تقتله فئة باغية كافرة من بني أميّة لعنهم الله، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يلثم الدين ويكفر بالله العظيم)، ثم قال:(اللهم إنيّ أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذرّيته، اللّهم أحبّهما وأحبّ من يحبّهما، والعن من يبغضهما ملء السماء والأرض). يروي ابن شهر اشوب، أن فاطمة الزهراء"عليها السلام"اعتلّت بعد أن ولدت الحسين"عليه السلام"وجفّ لبنها، فطلب له رسول الله"صلى الله عليه وآله"من ترضعه فلم يجد له مرضعة، فكان يأتيه فيلقمه إبهامه فيمصّها، وفي رواية أخرى أنّه كان يلقمه لسانه فيزقّه كما تزقّ الدجاجة فرخها، فكان غذاؤه منه أربعين يوماً حتى نبت لحمه من لحم رسول الله(صلى الله عليه وآله). يقول السيّد بحر العلوم:للّه مرتضع لم يرتضع أبداً من ثدي أنثى، ومن طه مراضعه فلحم الحسين ودمه إذاً من لحم رسول الله ودمه، ولم يولد لستّة أشهر سوى عيسى ابن مريم"عليهما السلام"والحسين بن عليّ"عليهما السلام"، وبعض الروايات تذكر اسم يحيى مكان عيسى. المصدر:منتهى الآمال ج1، للشيخ عباس القمي"طاب ثراه".
|