ابو اسراء وتسكرة ابو الحصيّن

 

دولة رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي (ابو اسراء) لا ينفك يدلي بتصريحاته المثيرة للجدل والغبار في آن واحد. فمن مقولته المأثورة: "يگدر واحد ياخذها حتى ننطيها" الى قوله انه يملك ملفات ارهاب لمدة 3 سنوات ضد الهاشمي دون ان يعرضها على القضاء، وآخرها وليس أخيرها انه يملك ملفات ارهاب وفسادعلى البرلمانيين العراقيين ولو ذهب الى البرلمان لقلبه على رؤوسهم.
ولكن البرلمان يتوسل اليه ان يأتي الى البرلمان وهو يتذرع بشتى الاعذار، وحين حددوا له موعدا للمجيء الى البرلمان تضارب موعده مع ارتباطات "مهمة جدا" مع شركات كورية!!
ولو لم يحضر هذا اللقاء مع الشركات الكورية لما تحققت صفقة شراء مولدات لتعويض نقص الكهرباء رغم ان الكهرباء ستعود كاملة عام 2013 كما تعهد حسين الشهرستاني.
يا ابو اسراء الغالي، هل ان صفقة بيع وشراء اكثر اهمية من موعد مع ممثلي الشعب الذي انتخبك لتحميهم من المخربين وتكشف ملفات الارهاب والفساد اللذين يعصفان بالبلد؟
ذكرتني مماطلة ابو اسراء وعدم حضوره الى البرلمان لعرض الملفات التي يملكها بقصة ابو الحصيّن* وتسكرته**
ابو الحصيّن هذا كان قد هرب من الاسد بعد ان قطع ذيله، ولكي يموه نفسه فكر بطريقة يقطع فيها ذيول ابناء جنسه فتضيع على الاسد معرفته.
جمع الثعالب في يوم ربيعي جميل على تلة مجاورة وزف اليهم بشرى توصله الى اتفاق مع الصيادين بعدم التعرض للثعالب، وان أي خرق لهذا الاتفاق ستضعه منظمة الصيادين الدولية في قائمة الارهاب. ثم اخرج وريقة وقال وهو يلوّح بها: هذه التسكرة من المنظمة موقعة من جميع الاعضاء بضمنهم رئيس الصيادين نفسه.
واحتفالا بهذه المناسبة السعيدة دعا الى اقامة رقصة الجول جولك يا طبگ، وتقتضي هذه الرقصة ربط الذيول ببعضها وعمل دائرة. قام ابو الحصيّن نفسه بربط الذيول وبدءوا بالرقص والغناء:الجول جولك يا طبگ يا حنطة السيّالة.
لم يمر وقت طويل حتى ظهر صياد مع كلبه من وراء التلة. خفت اصوات الغناء وتباطأ الراقصون وجلاً، ولكنه طمأنهم بعد ان اخذ نظرة على القادم بأن هذا الصياد احد موقعي التسكرة. ولكن كلب الصيد هجم عليهم مكشرا عن انيابه فكان ابو الحصيّن اول الهاربين. قطّع بقية الثعالب ذيولهم راكضين خلفه وهم ينادون:
طلّع تسكرتك ابو الحصيّن (اخرج تصريحك)، فرد عليهموهو يركض لاهثا:
وِلْكم يا تسكرة، لما اثبت نفسي حصيني جلدي رايح للدباغ.
* ابو الحصين كنية الثغلب
** تسكرة بالعامية رسالة او تصريح وهي اصلا من تذكرة.