هل نحن شعب جاهل , أم جبان , أم كلاهما معاً !؟؟‎

يوماً بعد يوما أصبحت تترسخ لدينا كعراقيين قناعة تامة بأن هذه المقولة أو المصطلح أو الحديث المعروف ينطبق علينا تماماً ( كما تكونوا يولى عليكم ) , وكذلك قول الحق تبارك وتعالى ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) . من غير المعقول أو المنطقي أبداً بأن بلد أو دولة كما هو العراق الذي يتباهى ويفتخر أبناء شعبه بين جميع شعوب الأرض بأنهم الشعب الذي أرسى دعائم أول حضارة ؟, وكتب أول حرف ؟, وسنَّ أول قانون ؟, وصنع أول عجلة وأول آلة موسيقية ؟ ... ألخ , ناهيك عن أنه في جميع مراحله التاريخية ومنذ فجر التاريخ قاوم أعتى الطغاة وأعتى الامبراطوريات القديمة والحديثة بأبسط الأدوات البدائية وقهرها وطردها , وأثبت العراقيون بأنهم أحرار وأبطال لا يرضون بالاحتلال ويرفضون الذل والقهر والهوان , واستطاعت المقاومة العراقية الباسلة بالرغم من أنها كانت يتيمة الدعم والاسناد والعمق الاقليمي , لكنها بفضل الله وهمة أسود الرافدين قهرت أعتى امبراطورية على وجه الأرض , ألا وهي امبراطورية الشر الأمريكية الماسونية الصهيونية التي ساندها ودعمها العالم بأسره بما فيها الدول العربية والإسلامية بلا استثناء للأسف . 
لكن الغريب كل الغرابة في الأمر بأن هذا الشعب وتحديداً منذ خروج قوات الاحتلال الأمريكي الصهيوني من العراق عام 2011 , وتحديداً منذ افتعال وفبركة إكذوبة الربيع العربي المزعوم , واحداث ما يسمى بالثورات العربية التي دمرت واستهدفت دول عربية بعينها , جاءت بالمرتبة الثانية والثالثة والرابعة من حيث الأهمية بعد العراق , كما هي سوريا وليبيا وتونس وحتى مصر , حتى جاء الدور المرسوم لما يسمى تنظيم داعش الإرهابي الذي ولد من رحم ما يسمى تنظيم القاعدة الإجرامي الذي تربى وترعرع في أحضان أمريكا نفسها منذ أن كان حصان طروادة لمقاتلة عدوها وخصمها اللدود الإتحاد السوفيتي في ثمانينيات القرن الماضي , والذي أسسته وغذته ومولته ودربته وسلحته  نفس هذه الدوائر الغربية الصهيونية , التي تدعي اليوم محاربة ومقاتلة داعش المزعوم , كي لا تنعم منطقة الشرق الأوسط  بالأمن والأمان , وبالتقدم والتطور والرقي كما هي بقية دول وشعوب الأرض .كعراقيين نقف اليوم في حيرة وصدمة وذهول , ونحن جميعاً نقف موقف المتفرج على وطن ينهب في وضح النهار , وشعب مسلوب الإرادة , يذبح ويقتل ويهجر من دياره حسب رغبة وهوى أمريكا وإيران والكيان الصهيوني وعملائهم وأدواتهم في العالم والمنطقة , وأصبحت دماء وأرواح وأشلاء العراقيين تباع وتشترى حسب بورصة العملات الأجنبية وحسب صعود أو نزول أسعار البترول , ولا حياة لمن تنادي , شعب للأسف فقد كل شيء بما فيها الهوية الوطنية والعزة والكرامة والنخوة , وفقد البوصلة تماماً يقودونه إلى الهلاك والفناء المؤكد حفنة من اللصوص والسراق والسرسرية من أمثال عمار الحكيم وزمرته وضباعه , ومقتدى الصدر وعصابته ولصوصه , وحكومة عميلة فاشلة بكل المقاييس لا تصلح لإدارة روضة مدرسية أو حضانة , ومن خلفهم أسيادهم الأمريكان والإيرانيون يحركونهم بالريمونت كونترول من داخل المنطقة الغبراء أو من خارج الحدود .لا نعرف هل نحن شعب جاهل بحيث سمحنا لجهلة وسراق وأدعياء ديانات ومذاهب يقودوننا كما تقاد قطعان الحيوانات الداجنة , أم نحن شعب جبان تخيفنا وترهبنا تهديدات حنان الفتلاوي وعالية نصيف وهادي العامري وقيس الخزعلي وميليشيات الخرا ساني وغيرها من العصابات الإيرانية , التي ثارت ثائرتها لأن المتظاهرين هتفوا فقط إيران برا .. برا !؟, ولم يقولوا حتى الموت لإيران ولخامنئي ولقاسم سليماني مثلاً !, لماذا ندفع كشعب عراقي مغلوب على أمره كل هذه الدماء ونقدم كل هذه التضحيات كي ترضى عنا إيران وأمريكا ويتربع عملائها وأدواتها على عرش العراق الذي شيد على جماجم ملايين العراقيين , ليجلس هؤلاء الرعاع على كراسي الحكم المضرج بدماء فقراء وتعساء أبناء الشعب العراقي بكل أطيافهم ومكوناتهم ... إلى متى سيستمر مسلسل القتل والتفجيرات وحصد أرواح العراقيين بدم بارد وباسم داعش المزعزم .... أليس داعش هو حزب الدعوة والمجلس الأعلى وحزب الرذيلة والحزب الإسلامي  ...!؟؟؟, والعكس صحيح