غدا الانتخابات : إذن ذروني أرص الملح بالجرح

 

( 1 )

المواطن الذي يعطي صوته إلى مرشح ما يكون قد باع نفسه أليه .
إن الذي يحز في القلب , ويدمي الجوارح , أن يعلق الإنسان آمالا سخية على من يمنحه صوته وثقته ولن يحصد سوى المواعيد الفارغة والعهود المزيفة , وهذا ما ينطبق على ( أكثر أعضاء مجالس المحافظات ) الذين تسابقنا باندفاع واضح على منح أصواتنا إليهم .

( 2 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : إننا بعنا أنفسنا إليكم بالمجان , لأننا كنا ضحايا بريق ادعاءات وشعارات , وطيلة عدة سنوات عجاف عشناها تحت خيمة تسلطكم وتحكمكم لم نحصد من أكثركم سوى الريح . أهذا هو العدل والإنصاف ..؟
قاتل الله الكراسي المتحركة تحتكم , والتي غرتكم وأدارت رؤوسكم بدورانها , فهل تقتنعون ولو لحظة واحدة بأننا نمنح أصواتنا لكم من جديد في يوم السبت 20 / 4 / 2013 ..؟ هيهات , هيهات فلا يلدغ المواطن العاقل من جحر مرتين .

( 3 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : إننا نعلم علم اليقين إنكم قد كسبتم وما تزالون تكسبون كل شيء , ولكنكم بالتأكيد خاسرون يوم السبت , فقد خسرتم ثقتنا بكم , والذي كسبتموه من أموال وامتيازات هو داء وبلاء سيكون عليكم , وان الله القادر القدير سيقتص منكم حتما عما اقترفت أيديكم .

( 4 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : إن عضو المجلس الحقيقي والمبدئي يقاس بما وهب وليس بما كسب, فماذا وهبتم لنا أيها المتاجرون بأسمائنا وبأصواتنا ..؟ وماذا قدمتم لنا أيها النفعيون ..؟ - مع احترامي للبعض منكم - بأس عاقبة الذين يديرون ظهورهم لهذا الشعب المقهور الذي ضاق وما يزال يذق شتى الويلات والنكبات والصدمات والمفاجأة والقتل والتقتيل طيلة الأعوام المنصرمة ولحد ألان . ما كنا نظن عندما صوتنا لكم قبل أربعة أعوام بأنكم تهملوننا هذا الإهمال , وتتنكرون لنا هذا التنكر , ولكن الإناء ينضح بما فيه.

( 5 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : أفيقوا إلى الواقع المعاش , واعلموا أن الشعب ليس قوافل من الرعاع التي تساق وهي معصوبة العيون , الشعب واع ويزداد وعيا , ويكشف حقائق ويميط اللثام عن كل مستور أسستموه لأنفسكم ولعوائلكم ولمصالحكم ولمنافعكم ولقومكم ولعشيرتكم ولمبخريكم ولمطبليكم- مع احترامي للبعض منكم - .

( 6 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : هل تعلمون أن المواطن المسكين يحظى بتأييد ودعم رب العالمين , الذي يرصد بدقة تحركاتكم ومأربكم ومنافعكم.

( 7 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : اعلموا أن العقاب عند الله يسير في الدنيا والآخرة , وبأس عاقبة الذين لا يأبهون بمطالب الناس , ولا يكترثون بالمآسي التي دمرت وما تزال تدمر الوطن والمواطن , والله باق وأعتى النفعيين الانتهازيين قبلكم قد كانت نهايتهم في مزبلة التاريخ واستهجان الشعب المظلوم والمقهور- مع احترامي للبعض منكم - .

( 8 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : إن الملفت للنظر أنكم لا تشبعون ولا تقتنعون بما يهطل عليكم من الامتيازات , والمواطن يفترش بساط الحرمان والعوز والفاقة وانتم تتمطرحون في عواصم العالم وشهيتكم مفتوحة ليل نهار .

( 9 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : إن أي إنسان في الوجود له درجة من الشبع والإشباع , ولكن شهوتكم منهدرة ومستمرة , ولا ولن تشبع من هذا النهم المتزايد والمتصاعد , سامحكم الله إذا وضعتم حدا لهذا التطلع الذي لن يقف عند حد .

( 10 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : تبا وسحقا لكل من يجعل مصلحته أغلى وأسمى من مصلحة المواطن المنكود, وطوبى ومرحى للضمائر الحية والنفوس الأبية , التي تجعل كلمة الشعب ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار .

( 11 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : بؤساء أولئك الذين ينسون أو يتناسون عقاب الله والشعب والتاريخ , فالخذلان لؤلئك الذين لا هم لهم سوى التصيد من أموال الشعب الذي يعاني البؤس والآلام والدمار والفقر والفاقة والعوز.

( 12 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : ماذا جني الظلمة من تسلكاتهم وغرقهم في لجج الأطماع والمأرب ..؟ وحكم التاريخ شاخص أمام كل ذو ضمير حي يقظ .

( 13 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : أن أصابع الاتهام تشير بكل صراحة وشجاعة إلى الذين يحبون أنفسهم ومصالحهم أكثر بمليارات المرات من المواطن المسكين الذي استودعهم ثقته فخانوها . وهذا هو ديدن بعضكم وهذه هي سيرة المسؤول الأناني .

( 14 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : إن كل ما أقوله عنكم هو غيض من فيض , وقليل من كثير مما يتكدس في قلبي من مرارة وألم وقهر .. ولكن اعلموا أن المستقبل للمواطن الفقير الذي صبر وتصابر ومازال صابرا محتسبا , ولكن حكمه المحتوم ماثل أمامكم , و ما أكثر العبر وما اقل الاعتبار , فحفرة صدام ومن بعدها جلوسه خلف قضبان المهانة , يجب أن تبقى شاخصة أمام عيون بعض الذين لا يرعون ولا ينتبهون إلى ما يخبئ لهم القدر .

( 15 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : اعلموا جيدا بان ثقتنا وطيدة , وقناعتنا راسخة بالمواطن العراقي الشريف الذي لم تغمض له عين خوفا على العراق وأمواله وخيراته . وقد أتي يوم السبت 20 / 4 / 2013 الذي يمزق سجف الظلام , ويكشف نفوس الذين ينظرون إلى المكاسب وليس إلى مصالح الناس الذين زحفوا عن بكرة أبيهم للمشاركة في الانتخابات السابقة.

( 15 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : لا يمكن أن أنسى الثلة الخيرة من الشرفاء الاصلاء من الذين نعلق عليهم أمالا كبيرة , حيث أنهم أزروا الشعب في محنته وتصدوا للفساد والمفسدين والسراق والحرامية .

(16 )

يا أعضاء مجالس المحافظات : اعلموا أن الكتاب الشرفاء كانوا ومازالوا بلسما لأنين والآلام الفقراء , ولهذا يرصون الملح بالجرح ولا تهمهم الأثمان التي يدفعونها بسبب حروفهم الموجعة والسلام .


أخيراً وليسَ أخراً

إذا ما حل بنا العقاب والمحاكمة من جراء الصراحة , فلست بنادم لأنني طالبت بعدة مقالات سابقة بحل البرلمان وحل مجالس المحافظات ومقتنع بان الحق يعلو ولا تعلو عليه يد .
يا أعضاء مجالس المحافظات : اعلموا أن الكتاب الشرفاء كانوا ومازالوا بلسما لأنين والآلام الفقراء , ولهذا يرصون الملح بالجرح ولا تهمهم الأثمان التي يدفعونها بسبب حروفهم الموجعة والسلام .