"خلقنا الانسان في كبد" الانتفاضة الشعبانية دارت رحاها في أفئدة الامهات

لسنا على الاعقاب تدمى كلومنا.. ولكن على أقدامنا تقطر الدمى"

لم يهزم جدي.. ابو عبد الله الحسين.. عليه السلام، برغم قلة رجاله، أثناء واقعة "الطف" منتصرا بموته شهيد الصبر على الموت نفسه، ثابتاً على الموقف، الذي تزلزل تحت أقدامه.. "وداوني بالتي كان هي الداء" فمن يحرص على الموت، توهب له حياة الخلود.

مكث الحسين.. عليه السلام، عينا أقوى من مخرز، ورقبة أقوى من سيف، يحيلان قوة اندفاع العدو الى نحره، على المدى الأخروي الابقى... وتبعه أحفاده، من نسله او على هدي بطولته، في إنتفاضة آذار الشعبانية، العام 1991، التي اندلعت شرارة بركان فورتها، على أعقاب هزيمة الطاغية المقبور صدام حسين، عسكريا، في غزوه دولة الكويت الشقيقة.

الابلغ أثرا على حياة العراقيين، في ظل كابوس سلطة صدام، هي الهزيمة الوجدانية، التي مني الطاغية، وهو على رأس صنع القرار، جارا الدولة بشعبها وثرواتها الى قعر فوهة البركان.

ومهما طال الزمن، بالنتيجة زال حكم صدام وامحى بعد إن هدمت اركان سلطته منطوية الصفحات الى الابد، وبات التعاطف معه إنحيازا للباطل، ضد إرادة رب رحيم، وتنكيلا بذكرى مستضعفين بطش بهم جوق من متوحشين، غلب شيطان السلطة، المتموضع مكينا في أعماقهم، على رحمن العقل؛ فكانت صفحات سفر الانتفاضة الشعبانية، التي نعيش ايامها حاليا، مستذكرين أبطال الانتفاضة، الذين واجهوا أذناب الطاغية، بوهن قهر جبروت أسلحة جهاز الامن الخاص، وتواطي المجتمع الدولي، ضد شعب العراق لصالح حاكمه، بينما أفئدة الأمهات خالية.. هواء، كأم موسى، التي إستعادته في الدنيا، وأرجأ الله سعادتهن الى الآخرة.

طبتم ثرى أيها الثوار الذين خطت دماؤكم سبيل إسقاط الطاغية، منذ سقط رأس أول شهيد، برصاص جيش صدام، الى ان سقط رأس تمثال صدام على صدر المدينة، يجثو عليها.

لكن فرحتنا لم تتم، فقد تبوأ صدام درجات حساسة الخطورة، لم يحسن التعامل معها، فدرأ عن نفسه بالشعب مصدا واقيا؛ الى ان انهار كل شيء، ما زال يتداعى بالانهيار؛ طيلة تتابع دوران الزمن حول الانسان محورا أمثل.