قبل ايام نقل ابني كلبته الى المستشفى البيطري لإصابتها بازمة تنفسية حادة ، هناك أجروا لها إسعافات أولية ومحاولات لانقاذها استمرت ثلاث ساعات . بعدها نصحه الطبيب المعالج بنقلها الى مستشفى بيطري تخصصي لصعوبة حالتها الصحية . في المستشفى التخصصي استمرت محاولة الإنقاذ لساعات إضافية ، لكن الكلبة ماتت اثناء العلاج .
بعد ايام وصلنا في البريد كارت تعزية وأسف واعتذار من إدارة المستشفى الاول لعدم تمكنهم من إنقاذ الكلبة.
عرفنا لاحقا انهم اتصلوا في المستشفى التخصصي ليطمئنوا على الكلبة واخبرتهم موظفة الإستعلامات عن وفاتها .
بعد ايام قلائل وصلنا كارت تعزية جميل موشح باللون الأسود من المستشفى البيطري التخصصي . كتب كادر المستشفى تعازيهم كل واحد منهم كتب بخط يده مشاعره وتعازيه. الطبيب المختص كتب معزيا وأعرب عن أسفه لعدم تمكنه من إنقاذ الكلبة وختم رسالته بعبارة مواساة جميلة قائلا: "كان موتها في غاية الهدوء وموتها كان أفضل بكثير لها ولكم لانها لو عاشت ستتعذب وتعذبكم ، اعتذر لان تعارفنا كان على حساب موت كلبة جميلة نراكم على خير" .
بعد يومين على وفاتها افتقدت جارتنا الكلبة التي كانت تشاهدها تلعب في حديقة المنزل ، وعندما اخبرناها عن وفاتها تألمت وحزنت جدا وواستنا كثيرا.
أعتصر قلبي الالم وانا اشاهد واقارن بين ما قدموه لكلبتنا من خدمات طبية مميزة وبين ما يجري لجرحى التفجيرات في العراق ، الذين ينقلون بعربات نقل الخضار بطريقة تعود الى العصر الحجري .
في المستشفيات الحكومية العراقية يموت الكثير من الجرحى لعدم توفر العلاجات اللازمة وعدم وفرة السيولة المالية عند اغلب أهالي الجرحى لشراء العلاجات الباهظة الثمن من الصيدليات الخارجية .
ازداد وجعي وألمي بعدما شاهدت اثنين من قادة حزب الدعوة هما السيدان علي العلاق وعامر الخُزاعي اللذان ذهبا الى السليمانية بأمر من رئيس الوزراء حسبما قال السيد علي العلاق اثناء اللقاء بالسيدة آلاء طلباني .قال السيد العلاق: "السيد رئيس الوزراء متألم جدا لما حصل" مع النائب السيدة طلباني ، وأكمل السيد العلاق جئنا "لتكريمها وتطييب خواطر" ، وأضاف العلاق في اللقاء: "كان بودنا ان نعتذر" .
ما جرى في اللقاء من تملق واضح من السيد العلاق مخجل جدا، الأكثر ألما وخجلا ان يبعث السيد رئيس الوزراء وفدا لنائب فقد حذائه وجرحت كرامته جراء اقتحام الخضراء ، لكن السيد رئيس الوزراء لم يبعث وفدا لتكريم وتطييب خواطر أسر فقدوا اعزاء لهم وجرحت وتمزقت قلوبهم بفقدان أحبتهم .
هل سمعتم عن نذالة ودونية وحقارة وقلة أصول مثل التي طبعت سلوك اغلب ساستنا ؟.
لَبْس فريق ريال مدريد شارات الحداد السوداء ووقفوا دقيقة صمت تضامنا مع شهداء مدينة بلد ، ولم تتحرك دكة ضمائر مسؤولين تصلدت مشاعرهم وتحجرت اخلاقهم ولم يقدموا واجب المواساة والعزاء للعراقيين الفقراء الذين حصدهم القتل الجماعي بسبب غباء وعمالة ونذالة وجبن اغلب مسؤوليهم.
الفقراء أبناء الله وأحفاده وأحباؤه ،والمسؤولين أبناء الشيطان واحفاده ويشبهون كل الطغاة وان قالوا انهم احفاد علي ع وعمر بن عبد العزيز رض وان تكلموا عن زهدهما وهم يعيشون حياة الترف في قصورمعاوية .
بدل ان يعتذر المسؤولون الأمنيون عن فشلهم في توفير الأمن للعراقيين نراهم يتقاذفون الاعذار والاتهامات . اعرف ان دماء العراقيين رخيصة بعيون من يحكمونهم ، لكني لم أتوقع ان تصل حالة المتاجرة بدماء العراقيين الى هذه الدرجة المفضوحة التي جرت وتجري بوتيرة متصاعدة من الكذب والافتراء والدجل المفضوح .
اسأل أبناء الكلاب ممن لا غيرة ولا شرف ولا اخلاق لهم واستثني القلة القليلة من الشرفاء . متى تشعرون بالم العراقيين وتشاركونهم أحزانهم وتعملوا بجد من اجل أمانهم ، مثلما شعرت عائلتي بنبل مشاعر ومواساة جارتنا والعاملين في المستشفيين البيطريين الذين لم يواسونا فقط وإنما علمونا درسا بليغا في نبل وعمق المشاعر الانسانية الراقية والرفق والرائفة بالحيوان .
اهتموا بالعراقيين قبل ان يتراكم غيضهم وغضبهم ويثوروا ويعاملونكم كقطيع خراف في عيد الأضحى . اذكّر ان للعراقيين ماضيا معروفا في سحل الحكام وتقطيع أوصالهم.
رابط زيارة السيد العلاق للسيدة طلباني
https://youtu.be/8Gemrvuo_Jo
"إن الفكرة النبيلة لا تحتاج غالبا إلى الفهم، بل تحتاج إلى الإحساس". – غسان كنفاني
|