نظام المدارس والتعديل المطلوب |
الكثير من القوانين المهمة في العراق تحتاج إلى تعديل يتناسب والتطورات الكبيرة في العالم ومنها العراق وأبرز هذه القوانين (نظام المدارس الابتدائية رقم 30 لسنة 1978) وإن كان البعض يجد فيه من القوانين الراقية والمتقدمة والذي يخلق أجواء تعليمية مناسبة جدا إلا إننا في القرن الحالي وبعد مضي 38 سنة على هذا النظام الذي هو بمثابة قانون ساري المفعول هو بالتأكيد يحتاج إلى مراجعة وتعديل لكي يواكب التطور سواء في العالم بأسره أو العراق من عدة اتجاهات أولها التلميذ العراقي عام 2016 يختلف عما كان عليه في العقود الماضية وأعطي مثالا واحدا في (مادة 61 -أولا – تكون الاختبارات الصفية وامتحانات نصف السنة والامتحانات النهائية بدوريها الأول والثاني في الصفوف الأربعة الأولى شفوية فقط، عدا دروس اللغة والرياضيات للصفوف الرابعة فتكون شفوية وتحريرية).هذه المادة في نظام المدارس الابتدائية ممكن أن تكون مناسبة في عام 1978 ولكنها ليست مناسبة في عام 2016 لان التلميذ في الصفوف الأربعة الأولى قادر على الكتابة والامتحان التحريري في كل المواد الدراسية ،بل إن التطور العلمي الكبير يفرض علينا إجراء بعض الامتحانات التحريرية للتلاميذ في الصفوف الأولى وهذا ما جرى في الأعوام القليلة الماضية حيث تم العمل بنظام (القصاصات) الورقية في الامتحانات النهائية وهي تجربة أثبتت نجاحها بدرجة كبيرة جدا ونالت استحسان حتى أولياء الأمور لكونها تحمل أدلة ملموسة أولا ، وثانيا تطور مهارات التلميذ الكتابية،لكن وزارة التربية في الامتحانات النهائية لهذا العام ألغت العمل بهذه القصاصات لأنه يتقاطع مع نظام المدارس الإبتدائية وهي محقة في ذلك وأيضا مطالبة بأن تطرح مشروع تعديل لنظام المدارس الإبتدائية رقم 30 لسنة 1978 من أجل أن يكون ملائم لخطط الوزارة خاصة في ظل تغير المناهج للصفوف الأولى،والجميع يدرك جيدا إن الفلسفة التربوية للدولة عام 1978 تختلف جذريا عن عام 2016 والأعوام القادمة ،وكما قلنا إن الطفل الآن متطور جدا حيث يستخدم قبل دخوله المدرسة أجهزة الآي باد والحاسوب ويجيد التعامل معها بشكل كبير جدا وبالتالي ليس من الصعب عليه أن يكون امتحانه في المدرسة في جزء كبير منه تحريري طالما إنه يجيد التعامل مع (لوحة مفاتيح) ألآي باد والحاسوب ويتقنها.وبالتأكيد هنالك ثغرات كبيرة في نظام المدارس الابتدائية تحتاج لتعديل وهذه مسؤولية المختصين في وزارة التربية وفي مقدمتهم مدراء المدارس بوصفهم الأقرب لواقع التلميذ. |