سايكس بيكو بين مئويتها وإسقاط حدودها

 

 الشرق الاوسط مهد البشرية وموطن الحضارات وبه المكان العتيق الذي ورد ذكره في العهد القديم من الكتاب المقدس والمعروف بجنة عدن . عندما نشبت (الحرب العالمية الاولى) 1918 – 1914م كانت هناك أجزاء كبيرة من هذه المنطقة واقعة تحت حكم الدولة العثمانية ، والتي اصبحت مسرحاً للحرب ، التي قسمت العالم إلى جبهتين الاولى هي الحلفاء (بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية) وجبهة المحور والتي كانت تضم كل من (المانيا والدولة العثمانية ونمسا ومجر).

في اثناء الحرب العالمية الاولى حاول  الحلفاء تفتيت الدولة العثمانية وإسقاطها بالطرق والمراسلات السرية والدبلوماسية.

فعقدت اتفاقية سايكس بيكو  في 16  مايو1916  بين كل من الدبلوماسي البريطاني مارك سايكس والدبلوماسي الفرنسي جورج بيكو  بمصادقة الروسي سيرجي سازانوف،والتي عرفت باتفاقية (سايكس بيكو) او (سايكس بيكو سازانوف).

يذكر المؤرخ العراقي فاضل حسين في كتابة (المشكلة الموصل) أن كان نصيب فرنسا يشمل القسم الاكبر من سوريا وجزء جنوب من الاناضول وولاية الموصل ،علماً بأن بريطانيا  بعد فترة تمكنت من أخذ ولاية الموصل من فرنسا بالطرق السياسية ، واصبح نصيب بريطانيا يشمل القسم الجنوبي من سوريا والقسم الجنوبي من العراق (ولايتي بغداد وبصرة) وكذلك وقعت حيفا وعكة ، من نصيب روسيا القيصرية وكانت وقتها الولايات الارمينية وشرق الاناضول.

لكن سرعان ما انسحبت روسيا من المنطقة بسبب وقوع ثورة اكتوبر (البلشفية ) في عام 1917 وبعد هذة الثورة كشف عن أوراق اتفاقية سايكس بيكو السرية .

اليوم تبلغ هذه الاتفاقية  مئويتها اي مر قرن على هذه الاتفاقية والتي مزقت الدولة العثمانية ونشأت عدة دويلات فتية ورسمت حدود جديدة للشرق الاوسط.

اما الان تلك الحدود التي رسمت في اتفاقية سايكس بيكو قد تغييرت وانتهت مدتها وتم رسم حدود جديدة من قبل المنظمة الارهابية التي تسمى بـ(تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وشام) التي تسيطر على اجزاء من العراق وسوريا .

في ضل الظروف الذي  تمر بها المنطقة الان من كثرة الحروب والتغيرات، ومع دخول هذه الاتفاقية  الى مئويتها ، هناك عدة أسئلة تطرح في الشارع الثقافي، هل ستشهد المنقطة رسوماً او حدوداً جديدة؟ وهل ستشهد ولادة  دويلات جديدة؟

كذلك يذكر الكاتب البريطاني روبرت فيسل في أحد مقالته ان تقسيم الشرق القديم وفقاً  لإتفاقية سايكس بيكو انتهت ويعاد تقسيم المنطقة الآن من قبل الجهاديين وويوضح فيسك ان الخريطة الجديدة للشرق الاوسط تم وضعها  ورسمها من قبل التنظيم الارهابي وليس شبيهاً بسايكس بيكو بسيطرتهم على اجزاء من الشرق الاوسط في العراق وسوريا وليبيا.

تم تفتيت الدولة العثمانية بموجب اتفاقية سايكس بيكو وولدت الدويلات جديدة كالعراق وسوريا ولبنان وبعد اقل من قرن تم خرق تلك الحدود التي وضعت من قبل فرنسا وبريطانيا والان سايكس بيكو تدخل في قرن كامل ولكن  هل ستشهد المنطقة تقسيمات جديدة علماً بأن منطقة الشرق الاوسط تمر بأسوأ احوال ، وفوضى وتغير الحكومات ،  وتكاثر العمليات الارهابية ،  وتدخلات اقليمية ودولية، وهل هناك مخططات مخفية لرسم خارطة جديدة لمنقطة الشرق الأوسط  أو سترجع المنطقة كما كانت وما هي إلا مسألة الوقت.