عراقيو المريخ والمشاكل الزوجية

 

ولم تعرف مشاكل العراقيين في المريخ معنى الحلّ.. وما زادها مرارة وتعقيد مشاكلهم الزوجية.. وأمتلأت المحكمة الوحيدة بطلبات التفريق..  وكانت من أغرب القضايا التي رفعت للقاضي تلك التي قدمتها امرأتان:  إذ قدمت امرأة طلباً للتفريق من زوجها لسوء معاملته لها.. وضربه إيَّاها رغم محاولتها مساعدته.. فهي عندما سمعته يقول لأصدقائه وبإلحاح إنَّه يريد (غسل أمواله).. ورأت لهفته على ذلك.. قامت في غفلة منه بنصب (طشتها) وغسل كلّ أمواله الموجودة في البيت بل وتبيضها بالقاصر!! فردَّها القاضي بأنَّها غبية فعلا! أمَّا الزوجة الثانية فقد طالبت بالتفريق؛ لأنَّ سكرتيرة زوجها أبلغتها أنَّه دائم التحرش بها..  لكن القاضي قال لها بحدّة: إنَّ النساء هن من يتحرشن بالرجال، وإنَه ينوي فتح قسما لمكافحة التحرش الجنسي بالرجال.. فالرجل لم يعدّ بحاجة لهذه الوسائل القديمة، فالطريق مفتوح وسالك لكلّ شيء.. بل أنَّ الكثير من النساء لسان حالهن شبيه بلسان تلك “العجوز″ التي صاحت على الحرامي وهو يهمّ بالخروج من منزلها بعد أن سرقه: (تعال! لعد وين الاغتصاب؟)!.. وعندما لاح للرجلين بوادر الانتصار.. بشائر فرحة التخلص من زوجتيهما.. رسمت شفاههما ابتسامة مثلثية صفراء.. وفركا أيديهما كالذباب.. فهما سيتخلصان من المسؤولية والرقابة أوّلاً وسينالان شفقة وعطف النساء الآخريات ثانياً.. ولمَّا شعرت المرأتان أنَّ البساط سيسحب من تحت أقدامهما لجأتا إلى سلاحهما الأخير.. وبدأتا بالصياح والبكاء، وقالتا للقاضي: “لو كانت المشتكية صغيرة وجميلة كان نظرت بعين الرحمة والشفقة لقضيتها؟! والحق يقال لقد أحرج القاضي بتلميحات المشتكيتين.. وتغيّر لون وجهه.. فتنحنح.. واعتدل في جلسته.. ثمَّ أصدر حكمه قائلا: “زين ارجعوا لبيوتكم.. وانتو الرجال اهتموا بزوجاتكم.. وبعد لاتباوعون طوبة.. بس تابعوا ريال مدريد؛ لأن موقفها إنساني”!!..