الدبس يصنع من البصل

 

 اعتاد الناس من جيل ابائنا واجدادنا الاجتماع معا في جلسات مسائية بعد الغداء والقيلولة ثم شرب الشاي عصرا وهذه الاجتماعات التي هي ليس اجتماعاً بمعنى الاجتماع الحزبي وانما هي جلسات مسائية يحضر اليها من يرغب في التسامر وتبادل الطرائف و شرب القهوة العربية وتداول الاحاديث والقصص منها الحقيقية والتاريخية ومنها الأسطورية’ لكن هذه الجلسات كانت جميلة ويتعلم الشباب من ما يجري في هذه المجالس من دروس وعبر وطرائف حيث قيل المجالس مدارس نعم هكذا هي المجالس أيام زمان فالمرء يتعلم من بيئته ومحيطه الاجتماعي ,كيفية التعامل مع الاخر وماهي العادات والتقاليد السائدة وماهي المقبولة منها او الأخرى المرفوضة وهكذا هي حياة الريف العراقي وقد اعتاد احد رواد هذه الجلسات ان يصحب معه ابنه الصغير اعتزازا به ولكنه صغير على هذه المجالس ولكن من هم في مرحلة الشباب مرحب بهم ليؤدوا بعض الاعمال التي يكلفون بها من قبل الكبار وللتعلم من تقاليد وطقوس هذه المجالس وما يدور فيها فهي كما قـــــــــيل المجالس مدارس الا ان مرافقة الطفل  في  هذه المجالس لم تعجب احد رواد المجلس ولذلك أراد احراج والد الطفل من خلال سؤال وجهه الى الطفل مفاد السؤال الموجه للطفل (من اين يصنع الدبـــــــس) أجاب الطفل من البصل صاح الاب والله ما معلمه انما الهام رباني تذهب بنا هذه الحكاية الطريفة الى مجتمع اليوم حيث الابداع والاقوال والحكايات كما يراها أصحابها والتي لا تمت الى واقع الحال بشيء انما ينطبق عليه مثل طريف مفاده يأكل ويقول لنفسه عوافي أي ان البعض يقول كلاماً وهو يصدقه لا الاخرين وينطبق ذلك على البعض الذي يـــــــرى نفسه هو فقط الصحيح وهو الجدير دون غيره وهو كل شيء لكن واقع الحال هو غير ذلك بل هم لا يختلفون عن الطـــفل الذي ارجع صناعة الدبس الى البصل فهو يعطي لحاله الحق في نقد الاخرين والتقليل من أعمالهم وشانهم لكنه لا يجب ان ينتقده احد صحيح للإنــــــــسان ان يعتز بنفسه وبأعماله اذا كانت سليمة ولكن ليــــس على حساب الاخر وليس مع وجود أخطاء فيما يــــــقول لذا نقول لهذا النوع من الناس اتعظوا واستفيدوا من تجارب الغير ولا تبخسوا الناس اشياءهم لأنكم عرفتم شيئا وغابت عنكم أشياء.