المظلة العراقية |
المظلة العراقية هي صرخة جماهيرية تندد بكل شيء يدعو للطائفية أو الصراعات القبلية التي إنبثقت الى سطح المجتمع العراقي بعد الشعار الذي سمي – بتحرير العراق- تحريرهُ من أي شيء؟ نحن نعرف أن الحياة تستحيل من دون حرية وأقصد الحرية الحقيقية وليست الحرية المصطنعة نتيجة مفاهيم ومبادئ مغلوطة – كما يحدث ألآن في بلد الرافدين- كنا نأمل أن التغيير سيوفر لنا نحن العراقيين مساحات واسعة من الحرية في العمل والتنقل من مكان الى لآخر أو أن البلد سيصل الى مصاف الدول العظمى وإذا بكل شيء جميل يتراجع الى الخلف عشرات ألأميال. نحن – العراقيين- نريد أن نكون مثل باقي الشعوب المرفهه التي تعيش في بحبوحة من العز والكرامة وإحترام ألأنسان لأخيه ألأنسان بكل ماتعنية هذه المفردة من معنى كبير ولكن ما الذي يجب فعله؟ سؤال يطرحه كل فرد على نفسه كل لحظة..ما الذي ينبغي القيام به؟ كل شيء أصبح هنا في بلاد الرافدين يرمز الى الظلام والخوف من المستقبل المجهول. ولكن هل نبقى نبكي على ألأطلال ونستذكر أجدادنا العظماء الذين رسموا تاريخاً حضارياً مشرقاً على مسار آلاف السنين المنصرمة بلا رجعة؟ من أبشع الصور التي سمعتُ بها قبل أيام من شخص مقرب أن هناك تعيينات في وزارة التربية وذكر لي فقرة مضحكة أن – المحاضرين سيكون لهم ألأفضلية في التعيين- والمحاضرين – البؤساء – هم أولئك الذين كانوا يعملون في المدارس المختلفة مجانا على أمل أن يتم تعيينهم يوماً ما. أي عذابٍ هذا؟ وأي إستهانة بألأنسان العراقي في زمن التغيير؟ من خلال كل الصور المأساوية التي تموج في عراق المقدسات إنبثقت فكرة بسيطة من شخص عراقي يحمل كل هموم العراق والعراقيين على كاهلهِ بلا ثمن ويتمنى أن يعيش أبناء هذا البلد في سعادة وكرامة . فكرة بسيطة جدا لكنها تحمل بين طياتها أرقى درجات الوطنية وعشق ألأرض الطيبة التي ننتمي إليها جميعاً نحن أبناء العراق. هذا الشخص لايرمي من وراء هذه الفكرة أي مكسب مادي أو إعلامي من أي فرد على أرض العراق. هو ألأنسان الطيب النفس والكريم بقدر كرم حاتم الطائي في التاريخ البعيد. إنه السيد أحمد صاحب ألأبتسامة التي لاتفارق شفتيه في أقسى الظروف التي تمر به. يحمل من كرم ألأخلاق وعزة النفس مايعجز أي كاتب أن يصفه بكل صدق وإخلاص. حينما أسطر هذه الكلمات عنه ألآن لا أريد أن يوجه لي كلمة شكر أو شيء آخر فأنا أكتب واقعاً ملموساً يعرفه كل من تشرف بلقاء هذا ألأنسان الرائع. هو يستطيع ألآن أن يغادر العراق ويهاجر الى أي بقعة في العالم ويعيش فيها بعيداً عن هذا الجحيم الذي يلف العراق من أقصاه الى أقصاه لكنه يعشق هذه التربة المقدسة بصدق وإخلاص. هنا راح يطلق فكرة – الخيمة العراقية – ويبذل أقصى جهد وتعب – هو غير مجبور على القيام به- هو أراد أن يوحد العراقيين بطريقته الشخصية الخاصة جدا. هو يسير دون أن يشعر ضمن حديث نبوي مقدس من رأى منكم منكراً فليغيره بيدهِ ومن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبهِ وذلك أضعف ألأيمان” . شاهد منكر الطائفية يجتاح العراق في كل زاوية من زوايا البلد ومن هذا المنطلق بادر الى فكرة – المظلة العراقية- ليجمع تحت ظلالها كل الطوائف من أصدقائه على شبكة التواصل الأإجتماعي ليحاول أن يزيل كل شعور مخيف يجتاح أي فرد من إستحالة العودة الى أحضان الواقع ألأجتماعي العراقي. توالت نداءاته المتكررة يدعو جميع ألأصدقاء للحضور الى مكان معين في حديقة الزوراء للتجمع والتعارف – رغم مشاغله الكثيرة – كان هو الشخص الوحيد الذي يهيئ كل شيء من التحضيرات وألأستعدادات لأنجاح ذلك التجمع الرائع. حضرت عوائل من كربلاء والحلة وديالى وسامراء وكل عائلة جلبت معها نوعاً من الطعام كنوع من المشاركة وإبراز ظاهرة الكرم العراقي الكبير. أنا شخصياً حضرتُ تجمعاً من هذه التجمعات ولم أشاهد السيد أحمد إلا من خلال الفيس بوك ولكنني حينما إلتقيته شعرتُ أنني أعرفهُ منذ أن ولدته أمه. كان يقبلني بشغف وكأنني شقيق له . شعرتُ بالحياء من هذا الكرم الذي أغدقه علي من الطعام ومن جمال الكلمات الرائعة. هذه المظلة الصغيرة أرسلت رسالة كبيرة الى كل مسؤول في دولة العراق أن الشعب العراقي شعب رائع بسيط يتمنى أن يعيش بكل عز وكرامة. تمنيت أن كل الشعب العراقي ينضوي تحت هذه المظلة الرائعة الخالية من أي غش وخداع تجمعهم فكرة واحدة وهي أن العراق واحد من أقصاه الى أقصاه وأن فكرة الطائفية فكرة دخيلة علينا جاءت بها فئات تهدف الى تمزيق وحدة الشعب العراقي .” …العراق يجمعنا..العراق يوحدنا..عاش العراق..عاش العراق” تحت هذا الشعار الجميل إنبثقت فكرة – المضلة العراقية- ألف تحية الى السيد أحمد وألف تحية الى كل من شارك في هذا التجمع ……عاش العراق وسحقاً لكل من لايؤمن بوحدة العراق ويطالب بالتقسيم. |