بنهاية سايكس بيكو إعلان لقيام الدولة الكردية

 

 بدأ الحراك الداخلي والاقليمي والدولي يدخل اوجه وبدأ التصعيد غير المبرر ينهمر كأمطار الشتاء وبدأت الاطراف التي لاتريد للكرد الاستقلال في دولة وكيان خاص بهم بدات اصواتها تتعالى لقضم الامال وابقاء الكرد تحت رحمة الاستعمار والولاءات المتعددة التي تحاول ان تبعد الشعب الكردي عن صبغتها الوحدوية قبل الانقسام والتقسيم التي كانت واحدة من اهداف المستعمرين عند الاتفاق السري لاخراج سايكس –بيكو بصيغتها النهائية في العاشر من اذار من العام المشؤوم 1916 والتي كشفت عن مضمونها ثورة اكتوبر عام 1917 بزعامة لينين بعد انهيار روسيا القيصرية .

فالشعب الكردي وعلى لسان قائده مسعود البارزاني دعا الى اجراء استفتاء شعبي وما يتمخض عنه يتم تصديقه شعبيا واعتباريا واخلاقيا لانها مسألة وجود أو لاوجود ولكن هنالك أطرافا وحتى من الكرد انفسهم يتمادون في الغي ويريدون شخصنة المطلب الشعبي متناسين انها ارادة الله عزوجل ان يتم اعلان الاستفتاء في زمن قيادة كاكه مسعود ابن الزعيم والاب الروحي للكرد الملا مصطفة البارزاني الخالد الذكر الذي انتفض ومعه قلة قليلة ولكنها مؤمنة فاتخذوا الجبال عرينا وتنسكوا عن ترف الدنيا فمرت عليهم أياما وهم يشدون الحجارة على البطون من شدة الجوع وسلاحهم ايمانهم المطلق بحق تقرير المصير والخروج من بطانة المحتلين وقساوة حكمهم وتولى الرجال الملتحقين بالبارزاني الخالد لتسمو الحركة الكردية التي كانت تسميها الحكومات السابقة لتستقر عند التسمية الحقيقية وهي الدعوة للسلام والتعايش السلمي وحق تقرير المصير والخروج من بطش التقسيم لامة الكرد في اجزاءها الاربع في العراق وايران وسوريا وتركيا ولتتوحد الارادة الكوردية وان تلغى التسميات الاخرى التي ابتدعها المستعمرون ولعل (اتراك الجبال ) في مقدمتها كما ان في سوريا مازال ممنوعا على الكرد التحدث أو الدراسة بلغة الام وكذا الحال في ايران التي وبدون محاكمات اصولية تقوم باعدام الشباب وكل من ينادي بأحقيته القومية كما الاقوام الاخرى أو كما اقوام العالم في مشارق الارض ومغاربها بل ان هنالك دولا قد حددت مصيرها وقررت توحيد بنائها الفكري السياسي من أجل اقامة دولتهم رغم التباين والاختلافات العقائدية والفلسفية الحزبية التنظيرية بينهم لان الاصل هو الشعب أما الاختلافات الايديولوجية السياسية والحزبية الضيقة لها مكان اخر وظرف اخر للحل فالاهمية اولا يجب ان تعطى وتتركز على الخروج من طائلة التبعية والتحول الى الاستقلال وحق تقرير المصير ومن ثم اتخاذ الاجراءات الاخرى لحل المشكلات ان وجدت .

سمعنا في الايام الماضية من قيادات في أحزاب كردية تقول ان الاقليم يعيش ازمات وهذا يحول دون اجراء الاستفتاء أو المضي في التمتع بحق شرعي واخلاقي لتقرير المصير وقد فات هؤلاء ان المشاكل والازمات التي تعصف بالاقليم هي ازمات مفتعلة لالهاء الشعب الكردي وقيادته للتفكير بحق التقرير في حين ان جميع الاستعدادات متوفرة وجميع الظروف مؤاتية ومن ذلك توفر القائد المنتخب من الشعب كما وان الاقليم اضحى اليوم يعامل معاملة دولة من قبل الدول الكبرى فيما ان قوات البيشمركه تقف سدا منيعا بوجه اعتى واشرس تنظيم لاأخلاقي هو تنظيم داعش الاجرامي وابناء كردستان يقاتلونهم قتال الابطال في حين ان جيوش حكومات مستقلة لربما تنحرج أو تتراجع أمام داعش أوليست هذه بطولة أو ليست تلك مدعاة الى التفاخر وبأن ابناء الكرد هم خير حماة لارضهم ومستقبلهم واستقلالهم بعد تقرير مصيرهم بأيديهم وهنا يتبادر الى الاذهان عدة تساؤلات اتمنى ان من يصرحون اليوم في الفضائيات قد ادركوها ومن تلك هنالك شعوب اقل عددا وأقل مساحة من الكرد ولكنهم يرفعون اعلامهم في المحافل الدولية واعضاء في الهيئة الاممية ومنظماتها العالمية وان كانت لهذه الدول هيئتها التشريعية والتنفيذية ففي كردستان تلكم الهيئات قائمة بل أن شعب كردستان ومنذ عام الخروج من التبعية لنظام الحكم في العراق بعد عام الانتفاضة 1991 تمكنوا من بناء واقعهم الذي اليوم يرتقي الى مصاف دول فما المانع من اعلان الدولة ان كانت جميع الامور مهيئة وما دامت الارادات الكردية التي كانت اصبحت ارادة واحدة موحدة بين الشعب الواحد المجزء والمقسم على العراق وايران وسوريا وتركيا .

ان مسعود البارزاني لم يعد رئيسا لحزب بل هو قائد شعب متطلع الى اثبات الهوية القومية وبناء اسس الدولة واقامة نظامه السياسي ورسم معالمه في المسار السياسي والاقتصادي العالمي وهذه الحقيقة يعرفها كل الساسيين والكتل والاحزاب السياسية في كردستان الكبير المترامي الاطراف .

ولتكن الاتفاقات كردية بعيدة عن الحزبية الضيقة  ومتوافقة مع النهج المخلص لتحرير الاراضي الكردستانية وليس عمليات التفاف على الحق القومي الذي بات بين قاب قوسين أو ادنى لان كل دول العالم اليوم تقف وقفة جادة مع مطامح الشعب الكردي لاعلان الاستقلال والتحرر . ألا يكفي مئة عام من التشرد والتشرذم والمعاناة والاستغلال والتبعية وهضم الحقوق والتضييق على الحرية ومنع التحدث والتعلم بلغة ألآم والتهميش الثقافي والحضاري والتاريخي فاليوم الجميع مدعوون الى العمل بعقلية منيرة مستنيرة من أجل عودة العقول العلمية والاكاديمية الى ارض كردستان بعد أن عانت من وجودها في بلاد الغربة