ما بين تقبيل حذاء العبادي .. والإعتذار لحذاء آلاء .. شعبٌ يُهان وتُداس كرامته !؟؟

بما لا يقبل الشك والتأويل والتدليس والضحك على الذقون ... الشعب الذي تُمتهن وتُداس كرامته بهذه الطريقة على مدى قرن كامل ,  ويذبح وينحر من الوريد إلى الوريد يومياً كالخراف والدجاج  والنعاج منذ عام 2003 ... شعب جبان رعديد لا يستحق البقاء ...قولوا عنا ما تشاؤون .. فلقد بلغ السيل الزبى , ولقد كفرنا بالحرية والديمقراطية , وبجميع المذاهب والملل ... شعب يتم ترويضه وتدجينه باسم الدين والولاء , سيبقى أبد الدهر ذليل مهان يباع ويشترى في سوق المزاد والنخاسة الطائفي , تقوده حفنة من شذاذ الآفاق والمنافقين والدجالين والأفاقين , شعب للأسف فقد البوصلة تماماً , لا يحق له أن يعيش مرفوع الهامة بين الأمم والشعوب الحرة والحية والأبية , التي تثور وتثأر لكرامتها لأبسط وأتفه الأسباب , حتى لو تعرض بائع متجول لصفعة عابرة من شرطي أو شرطية مسؤول أو مسؤولة عن حفظ النظام .. كـما حصل للمواطن .. العربي الحر " محمد البوعزيزي قدس الله سره وطيب الله ثراه ",  ذلك الشاب العربي التونسي الخالد , الذي ثار لكرامته وآدميته , عندما تعرض لصفعة وليس لتفجير إرهابي أو اعتقال أو تعذيب أو قتل أو ذبح أمامه أطفاله , فسكب على نفسه مادة سريعة الاشتعال لينهي بها ويضع حد نهائي لحياة الذل والهوان والخنوع , لكن ذلك الجسد الطاهر الذي شبت واشتعلت به النيران , كان نبراساً وسبباً رئيسياً ومحفزاً لإشعل نار الثورة والغضب الجماهيري , وأيقظ وألهب مشاعر ملايين التونسيين وغير التونسيين في شمال قارة إفريقيا , الذين زلزلوا الأرض تحت أقدام الطغاة والمستهترين بإرادة الشعوب , وجعلوهم يفرون كالفئران والجرذان من جحورها . 
ما نتعرض له وما يجري لنا كعراقيين وكسوريين خاصة وكعرب ومسلمين عامة , من قتل وتنكيل وإبادة جماعية مروعة , فوق هذه البقعة الجغرافية ( بلاد الشام وبلاد الرافدين ) الغير مباركة والمشؤومة منذ أن قتل قابيل أخوه هابيل بفك حمار !, مروراً بهروب أبو الأنبياء " إبراهيم بن تارخ بن شارخ " من أرض أور إلى حران إلى أرض كنعان , ونجاته من النمرود , ليستقر ويتنقل بين أرض كنعان وبين ذلك الوادي الذي دعا ربه أن يكون آمناً مطمئناً مستقراً وأن يرزق أهله من الثمرات ؟ على العكس من الأرض التي ولد وترعرع فيها .. أي الأرض الملعونة والمشؤومة على ما يبدو ( العراق ),  نعوذ بالله منه ومن أهله الأشرار , ونبرأ أمام الله منهم ومن افكهم ودجلهم وفتنهم وخستهم ودناءتهم ونذالتهم وحقدهم وكراهيتهم وانتقامهم من بعضهم البعض , ناهيك عن خيانتهم وتآمرهم منذ تلك العصور الغابرة , مروراً بفترة خلافة أبن عم النبي علي بن أبي طالب .. الذي قال عنهم ووصفهم بذلك الوصف الدقيق الذي لا يليق ولا ينطبق إلا على أهل العراق .. على ما يبدو عندما خاطبهم  قائلاً .. ((  يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلَا رِجَالَ حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَعُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً وَاللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَأَعْقَبَتْ سَدَماً قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَالْخِذْلَانِ حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ وَلَكِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ لِلَّهِ أَبُوهُمْ وَهَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً وَأَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَمَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ وَهَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ وَلَكِنْ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ )).
نكاد اليوم نجزم  .. بأن الشعب الذي ذكر في القرآن وغيره من الكتب السماوية والأحاديث , بأنه كُتب عليه الذّلة والمسكنة .. هو الشعب الذي يعيش في هذه البقعة الجغرافية .. أي بلاد ما بين النهرين ( الرافدين ) , وليس المقصود به الشعب المصري البطل , الذي أسقط نظامين وحكومتين خلال عام واحد فقط , على العكس من هذا الشعب الجبان الذي يقوده محمد رضا أبن السستاني , ومهدي الكر بلائي , و أحمد الصافي , ومقتدى الصدر , وعمار الحكيم , وهادي العامري وقيس جواد الخزعلي , وعلي الخرا ساني ( الياسري ) , وحاكم الزاملي ... ومن لف لفهم , شعب وصل إلى هذا المستوى من الحضيض والمهانة والقتل والترويع , وهذا الوهن والذلة بكل ما تعني هذه الأوصاف والمصطلحات من معنى ... حتى وصل بنا الحال بأن تقّدم أمرأة وأم وسيدة عراقية إلى النزول حد تقبيل حذاء عضروط من عضاريط الاحتلالين ألا وهو حيدر العبادي , أمام المئات من الناس في قضاء المقدادية العراقي الذي أصبح تابع لمحافظة ديالى الإيرانية ...!؟, تلك الأم العراقية التي سَمت ولدها الوحيد " علي " تبركاً وتيمناً بأسم علي إبن عم النبي ... !؟, عسى ولعل ينجو من الاعتقال والتعذيب والموت , ويفلت من أيادي عصابات القتل والإجرام , التي تدعي الدافع عن المذهب والمقدسات !؟, في حين يتم إرسال وفد " رقيع " المستوى يترأسه عضروط  آخر من عضاريط المحفل الشيعي المزعوم أبو العمامة السوداء " علي العلاّك "  كمبعوث شخصي من قبل العضروط حيدر العبادي , حاملاً معه قنادر السيدة الكردية " آلاء الطالي باني " ورسالة اعتذار شديد اللهجة , بسبب ما تعرضوا له نواب الشعب من اعتداء أثيم جعلهم يفرون كالفئران باتجاه المطارات والسفارات الأجنبية , تاركين حصانتهم البرلمانية وقنادرهم خلفهم !.
ما جرى ويجري لنا أيها السادة على مر العصور والدهور ... لغز محير , ومسألة رياضية معقدة , وفعلاً خلطة كيميائية معقدة جداً ربما يصعب فك شفراتها وتحليل رموزها , لا يعقل أبداً بعد كل هذا الخراب والدمار , وكل هذه التفجيرات المروعة التي تحصد أرواح الفقراء والتعساء العراقيين , ولا تتم محاسبة أحد أو إقالة وزير أو مسؤول , بل تنشغل الحكومة وبرلمانها التعيس بأمور تافهة وخسيسة , يتأثرون  وينشغلون بترضيت هذا الطرف أو ذاك كي يستمروا بقتل وتدمير العراق وسرقة ونهب أمواله , ويهتمون بإعادة هذه  القندرة أو تلك لصاحبها وصاحبتها . لا نعرف ما الذي يجري وإلى أين نحن ذاهبون , إلى الهاوية والفناء ... ام إلى الخلاص وطي صفحة هذه الحقبة السوداء , وهل هي مسرحية كوميدية , أم  مسرحية تراجيدية .. أم طامة كبرى حلت بنا  .. أم قدر وعقوبة إلهية , وسخط رباني , كما قال أبن عباس ( إذا رضي الله عن قوم ولى أمرهم خيارهم ، وإذا سخط الله على قوم ولى أمرهم شرارهم ) ... حقاً زمن أغبر ..  وزمن الغرائب والعجاب , وزمن الذل والهوان والانحطاط .