وشهد شاهد من اهلها

منذ وعيت وفي ستينيات القرن الماضي كان الاعلام الامريكي يصور لنا الجندي الامريكي على انه رسول خير ومحبة وسلام وانه انسان خارق لايضاهيه احد في القوة والعدة فهو مدجج بالاسلحة الفتاكة وانه لايتردد في تدمير العدو .والعدو المفترض يجب ان يكون جيشا نظاميا معدا للدفاع عن وطنه.      

 اختفت هذه الصورة من مخيلتي وانا اشاهد الجندي الامريكي يقتل الابرياء والعزل من الناس في فيتنام وافغانستان والعراق.يقتل اناسا لاحول ولاقوة لهم,اناسا تفتك بهم الامراض  ويسحقهم الفقر والاملاق ويجمدهم زمهرير الشتاء وتشوي جلودهم السمراء رمضاء الصيف ,فاي ذنب اقترفوه؟      

  ففي العراق كان  العذر القبيح ان العراق يمتلك اسلحة الدمار الشامل وانه شارك بصورة مباشرة وغير مباشرة في احداث الحادي عشر من ايلول! وكل ذلك محض افتراء وكذبة قبيحة صدقها غالبية الشعب الامريكي واجبر على تصديقها الجندي الامريكي لانها الباعث والمحفز الذي سيدفعه لقتال العراقيين وابادتهم فهم في عقيدته العسكرية من اعتدى على بلاده وارهب شعبه فيجب اخذ الثأر ويجب ان تبدو امريكا كقوة عظمى لايستهان بها حتى ولو كان ذلك على حساب شعبها والشعوب الاخرى!!     

    لقد اعترف كولن باول واعترفت كونداليزا رايس بانهم لم يعثروا على اسلحة الدمار الشامل في العراق ولم تكن لدى العراق اية علاقة باحداث الحادي عشر من ايلول.ان لاامريكا غايات واهداف وستراتيجيات بعيدة المدى منظورة وغير منظورة يجب تنفيذها على ارض الواقع.وما احداث الحادي عشر من ايلول الا طبخة مخابراتية امريكية وصهيونية لسيطرة على الشرق الاوسط بثرواته الطبيعية والبشرية وتقسيمه على مرام القادة الامريكان والصهاينة بعد انجاز الفصل الاول وهو عزل الجيش المصري وتحيده وابادة واضعاف اقوى جيشين في المنطقة وهما الجيش العراقي والايراني في الفصل الثاني.فكان العراق  كبش الفداء الاول!           

     لم يكن الجندي الامريكي رسول رحمة ولا ملاكا نازلا من السماء ولا مبشرا بالديمقراطية الامريكية العرجاء. فهاهم الجنود الامريكان يسجلون اعترافاتهم التي تدين قادتهم الذين خدعوهم وغرروا بهم(شاهدت الاطفال في شوارع الفلوجة ولم تتوقف مركباتنا خوفا من الكمائن فداست فوق الاطفال الابرياء العزل) هذا ماصرح به (توني ليجورانيس)الذي عمل مع فريق التحقيق الامريكي المتحرك والتابع للمارينز.            واردف نفس الجندي قائلا( ان الافعال التي يرتكبها الجيش الامريكي في السجون ومئات الفظاعات ضد المدنيين في العراق هي ليست افعالا فرديه واستثنائية وانما هي جزء مما يريد الجيش الامريكي ان يكونه طبقا للاخلاقيات العسكرية الجديدة !!)            

       وهذا جندي اخر هو( راندال كلونين) يصف كيف انهم كانوا يداهمون بيوت العراقيين ليلا لارعابهم ثم قتلهم (كنا ندخل على البيوت على شكل مجموعات مؤلفة من تسعة جنود او عشرة مداهمين اياهم وقت نومهم فنقتحم البيوت بعنف شاهرين اسلحتنا بوجوههم وهم نيام حتى انهم لم يكن لديهم الوقت لارتداء ملابسهم !!)      

       وهذا الجندي القادم من اوكلاهوما ويدعى( جوشوا كي) والذي  تصور ان الالتحاق بالجيش الامريكي سينقله الى جنته الموعودة لكنه نٌقل  بعد سنة من التحاقه الى العراق تاركا طفليه وزوجته. وهاهو يصف حفل اغتصاب لعراقية اغتصبها ضابطه (نرعبهم ونضربهم وندمر منازلهم ثم نغتصبهم,فمن لانقتله نخلق له كل الاسباب ليتحول الى ارهابي وانا لاالومهم على رغبتهم بقتلنا فقد شهدوا الجحيم !!)                  وما حادثة الشيخ الجريح الذي اطلق عليه النار في احد مساجد الانبار الا واحدا من الادلة الفاضحة لبشاعة اعمال الجيش الامريكي التي شاهدها العالم على شاشات التلفاز. فهل من سفسطائي ومدافع اخر يجمل لنا صورة  الديمقراطية الامريكية وصورة جندي الرحمة ورسول الانسانية والعفة والطهر الجندي الامريكي الشجاع الجندي الحارق الخارق الذي  لايبالي بالطوارق