جراحات بغداد تنزف، أرصفتها تبكي دماً، الشوارع تملئها الأجساد، وأسلاك أعمدة الكهرباء ينشر عليها غسيل الجثث المتطايرة، من شدة العصف والنار، كفى سكوتاً! كفى نعيش حال التهدئة على حساب أهلنا! من السبب؟ ولماذا بهذا الحجم بغداد يستبيح عرضها الإرهاب؟ لماذا هذا الإرباك الأمني الملحوظ؟ هل فقدنا جاهزيتنا؟ هل داعش فتحت لها أبواب السماء؟ لتنزل وسط سوق (عريبة، والكاظمية وغيرهما)! أين القوات الأمنية؟ أين أبناء الحشد؟ وكيف سمحوا لهم اختراق حائط الصد؟ هل داعش تعمل بالمعجزة؟ لكي نجيب على التساؤلات، و تهدأ قلوبنا وأرواحنا الملتهبة حسرة وندم، على أرواح أهلنا ، لابد أن نلتفت، الى إن تداعيات الأزمة السياسية، هي السبب الأول والأخير، فيما حصل وسوف يحصل، وليس المهم أن نحدد فجوات دخول وخروج العبوات والسيارة الملغمة، بقدر ما نحدد من هو السبب، الذي دعى لوجود هذه الفجوات؟ وكيف ابتدأت الأزمة، وما هي نتائج الإصلاح والتكنوقراط المزعوم؟ الذي أودى بحياة الابرياء، قبل أن يبصروا نور الإصلاح، وهل إنشغال الحكومة سبب في ذلك؟ لا تغيب عن أذهاننا صراخات المصلح الفاشل، الذي وقف على أسوار الخضراء، يعربد بشعارات لا ينطقها ولا يطلقها، إلا الذين لم يبصرو نور شهادات الإبتدائية، والتي جمعت من حولها السذج والجهلة، الذين جمعتهم به غفلتهم وجهلهم، من باب المثل القائل (الطيور على أشكالها تقع)،غربان جهل، تنعق بين حين وأخر وزعيمهم الكبير يلبس لباس النعامة، التي أثارها في الشارع، ورأسها في إيران، معتكف تحت تراب الخجل والإعتذار، من رجال الجمهورية الاسلامية، بعد شعارات أتباعه الاخيرة ضدها. (جمعة ذهبت، وسبت وإثنين وخميس) وهو ينادي (بالتكنوقراط) الذي لا يفهمه ولا يفقه معناه ( مظاهرات بساحة التحرير، وإعتصام على أسوار وداخل الخضراء, وأخر بالبرلمان) ما هي نتائج الإعتصام؟ وتلك الشعارات؟ بعد سحب ثلثي القوات الأمنية، من بغداد والمحافظات، لحرب داعش وإرهابها في المحافظات الغربية، تعود معظمها اليوم لترتكز حول مباني ومقرات الدولة العمومية، وحمياتها من جهلة ومنفلتي (مقتدى الصدر)، مصطحبة معها بعض فصائل الحشد الشعبي، لتترك خلفها الثغرات الأمنية لخروج ودخول داعش بسهولة للأسواق. الصدر مسؤولاً، عن ما حدث، لتخبطه وجهله المطبق، بإحداث زوبعة الأرباك الأمني، والعبادي كونه تعاطف مع تلك الجهة دون غيرها، لإصطناع مكاسب سياسية لنفسه، و لضعفه في إتخاذ القرار، الذي جعل منه حكاية ( العصا التي تحمل ثوباً بالياً، لإخافة الطيور من النزول الى الأرض، الممتلئة بالحبوب خوفاً من أكلها)، ولعل سوء إختيار المنظمة الأمنية في السيطرات، تعتبر جزء من التقصير، ولكن يتحمل تقصيرها العبادي أيضاً، بصفته قائد القوات المسلحة، والمسؤول أمنياً عن حماية بغداد. وتبقى الغصة والمرارة سفراً، بين القلوب والإنفعالات، لدى ذوي الشهداء والضحايا، والدموع تأبى الجفاف، بعد إن حفرت على خدود ( الأمهات والأيتام والآباء)، أنهار من الدموع، يمدها مَد الليل، ويجزرها الحياء من البكاء أمام الناس، وكلاً يلقي باللائمة على من لا يحب، يبحثون عن شرطي هو أيضاً راح ضحية الإنفجار، أو ضابط لم تجمع جثته الى الساعة، ويتركون العربيد، الذي أحدث لداعش معجزة الدخول، الى الأسواق لينتزع أرواح البسطاء ويترك جثثهم هامدة تمزقها النار والحديد. وأخيرا؛ وبعد ما كل حصل، لابد للشعب أن ينتبه، إيران التي ينادي عليها مقتدى وأتباعه بالأمس بالخروج، بعد إن أدركت الوضع تفاقم في بغداد، تعلن اليوم عن جهازية خمس ألوية للإشتراك بالحرب ضد داعش، فهل هذه الالوية تطلب (رئاسات, أو وزارات, أو هيئات, ومناصب)؟ وإن كانت كذلك، فلماذا نطردها، ونذهب للإستعانه بتحالف دولي، يوماً لك وعشرة أيام عليك، على مقتدى مراجعة نفسه بالخروج من العمل السياسي وأعلان التجميد لنفسه ليأمن الشعب من تخبطه بالإنعكاس أمنياً.
|