التيار الصدري بين الخذلان وهستيريا الانتقام

لنبتعد قليلاً عن العواطف ولنذهب لمسائلة العقل ونجعل العاطفة تابعة له ، ما الذي حصده أبناء التيار الصدري ممن التحق بمقتدى الصدر منذ سنوات الاحتلال ولغاية هذه اللحظات ؟ وهنا لا أتكلم عن أولئك المدعين ممن يظهرون لنا على الفضائيات من سياسيين ومعممين انتهازيين فهؤلاء منتهزي الفرص يطيرون بسرعة البرق كأنهم رذاذ عطر محلي ، وبمجرد أن يطيح الثور فلن تجد فيهم ومنهم معيناً ونصيراً ، ولكني أقصد أولئك الفقراء والقواعد الشعبية سواء ممن كان يقلد السيد محمد صادق الصدر وتحول إلى مقتدى بسبب صلة النسب أو أولئك الذين لم يكونوا مقلدين ولا يعرفون التقليد والكثير منهم لحد هذه اللحظات لا يعرف معنى التقليد ، إننا نسأل ماذا جنى هؤلاء غير القتل والتعذيب والاضطهاد والسجون والعوز والفقر والأمراض ؟ ورغم كل تضحياتهم ورغم أن المقابر ملئت منهم ورغم أن السجون ضجت بهم ، وبعد كل هذه الخسارات ، فما زال مقتدى يلعب بهم ويستخدمهم من أجل مصالحه بعد أن ارتقى ظهر التظاهرات لغرض استغلالها لصالحه في عملية ابتزاز من اجل مناصب ودعاية انتخابية وواجهة إعلامية ، وبعد أن تمكن الآخرون ممن ينافسه من سحب البساط من تحت أقدامه انسحب وذهب للاعتكاف في إيران تاركاً خلفه أتباعه الذين لا يعرفون لماذا دخلوا هذه المعمعة ولماذا خرجوا منها ، نجد أن المفخخات أصبحت نصيبهم وجزائهم فهي تضرب المناطق التي فيها أتباع الصدر وتحصد منهم الفقراء والأطفال والنساء والشيوخ فهي لم تقصد رجال الأعمال ولا أهل السياسة ولا مقتدى نفسه ، بل قصدت أسواق الفقراء ليموت فيها ذلك الطفل الذي يعمل من أجل توفير رغيف الخبز لعائلته ولتحصد عوائل بكاملها ممن يكتسب رزق يومه في هذه الأسواق ، والآن نسأل بعد كل هذا هل يستمر أتباع مقتدى على هذه الحالة ليكونوا خنجراً يذبح أبناء الشعب غدراً أم إنهم يلتحقون بالثوار من أبناء الشعب العراقي لإسقاط حكومات الفساد والقتل ؟ وما نتمناه وما نتأمله من هذه الطبقات الفقيرة أن يتركوا مقتدى ليمارس ألاعيبه والأجندات التي أعدت له ، ويلتحقوا بثورة الشعب العراقي لكي لا تذهب الدماء التي سقطت هباءاً ، ولكي لا يضيع أبناء التيار الصدري بين خذلان مقتدى وهستيريا القتل والانتقام التي انتابت أعداء الشعب ممن يأتمر بأوامر إيران ويلعق من قصاعهم