إيران تعمل على "تفريس" قاعدة الإمام علي الجوية

بغداد – تتمدد إيران في العراق أفقيا وعموديا بأعتبارها شريكا رئيسيا في عملية إحتلال وتدمير العراق عام 2003، إلى جانب المخطط الأول للغزو بريطانيا وشريكتها الولايات المتحدة الأمريكية. وبالتالي فإن إيران تعتبر نفسها في تعاطيها مع حدث التغلغل والسيطرة في البلاد على أنها الوريث الرئيسي لسلطتي الإحتلال العسكريتين البريطانية والامريكية.

وقد قامت طهران وفقا لهذا المعنى بالعمل على إحلال نفسها في مواقع كانت تشغلها قوات الإحتلال البريطانية والأمريكية، وعلى راسها قاعدة الإمام علي الجوية في مدينة الناصرية والتي تعد أهم قاعدة عسكرية أمريكية قبل أن تنسحب منها في السادس عشر من كانون الأول الماضي، وأهم قاعدة للعراق حاليا.

ورأى مراقبون ومحللون إستراتيجيون أن طهران عملت جاهدة من أجل السيطرة على هذه القاعدة وتحويلها إلى ثكنه عسكرية وإستخبارية إيرانية في العراق، وقد نجحت أخيرا في الحصول على موطئ قدم لها في القاعدة من باب الإستثمار في قطاع الطيران المدني، حيث ستقوم شركات إيرانية بإقامة مطار الناصرية المدني في منطقة محازية تماما لقاعدة الإمام علي الجوية.

وأشاروا إلى أن إيران ستسخدم هذه القاعدة كمنصة متقدمة في تمددها بإتجاه السعودية بأعتبارها قريبة جدا منها، كما أنها ستكون منطلقا رئيسيا لعملها الإستخباري في العراق ودول الخليج والمنطقة بأكملها.

مسؤول رفيع في مجلس محافظة ذي قار كشف ان "الاتفاق ابرم خلال زيارة رسمية قام بها مؤخرا وفد من اعضاء مجلس المحافظة الى العاصمة الايرانية طهران حيث التقوا هناك بممثلي عدد من شركات الطيران الايرانية لبحث ملف مطار الناصرية المدني المزمع انشاؤه على ارض القاعدة غربي الناصرية".

واوضح ان "الوفد توصل الى اتفاق مبدئي مع تلك الشركات يقضي باجراء دراسات اولية للمشروع يعقبها قيام وفد من الشركات الايرانية بزيارة قاعدة الامام علي الجوية في منتصف شهر كانون الاول المقبل بهدف الاطلاع ميدانيا على ارض المشروع".

وبخصوص احتمالية بقاء الشركات الايرانية لتولي مهمة ادارة المطار بعد الانتهاء من بنائه، قال إن "ذلك احتمال وارد بقوة، بل ان المحافظة قد تكلف الشركات الايرانية بادارة المطار وحركة الطيران فيه حتى لو لم تتكفل بتمويل المشروع، رغم ان المطار سيكون ملاصق تماما للقاعدة الجوية وستكون حركة الطيران متشابكة بينهما".

وقال امر السرب الجوي 70 في قاعدة الإمام علي الجوية العميد الركن عبد الحكيم عبود طاهر، انه سيمنع "اي شركة اجنبية من الدخول الى ارض القاعدة ولن يسمح لاي جهة بالتجول او الاطلاع على مرافق القاعدة مهما كانت هويتها".

وتساءل "كيف يمكن لشركة اجنبية ان تتحرك وتعمل الى جوار قاعدة عسكرية فعالة إستراتيجيا"، مضيفا أن "هذا امر لا يمكن القبول به الا اذا صدرت تعليمات خاصة وتوجيهات محددة من مكتب القائد العام للقوات المسلحة او وزارة الدفاع العراقية".

وتعد قاعدة الامام علي الجوية واحدة من اكبر القواعد العسكرية العراقية على الاطلاق وكانت الاخيرة التي انسحب منها الغزاة الامريكيون حين انسحبوا جزئيا وإعلاميا من العراق، حيث تم تسليمها في حفل رسمي للجانب العراقي في الـ16 من كانون الاول من العام الماضي.

ويشغل القاعدة حاليا السرب الجوي 70 الذي ينفذ طلعات جوية بهدف توفير الغطاء لمنطقة العمليات المشتركة التي تشمل محافظات ميسان والمثنى وذي قار ومناطق شمال البصرة فضلا عن المناطق الحدودية.

كما يقوم السرب بتوفير الغطاء الجوي لقيادة القوات البرية للمناطق غير المسيطر عليها والتي تقع ضمن حدود هذه المحافظات من خلال التعاون في غرفة العمليات المشتركة.

وتضم القاعدة كذلك منظومة رادار متطورة امريكية الصنع تغطي مناطق واسعة من جنوب العراق فضلا عن مساحات حدودية داخل كل من ايران والسعودية.