لماذا .. وكيف؟ |
من خلال مراقبتي سير ألأحداث السياسية السريعة التي حدثت في العراق تبادرت الى ذهني عدة تساؤلات مشروعة عن كل مايجري وماجرى من أحداث جماهيرية – بغض النظر عن إنتماء بعضها الى كتلة قوية معروفة – لاحظتُ شيئاً غريباً يتعلق بأمريكا وبسفارتها الكبيرة التي إبتلعت نصف المنطقة الخضراء إن لم تكن كلها. حينما تجري أحداث جماهيرية قوية في بلد من البلدان وتكون السفارة ألأمريكية هدفا من تلك ألأهداف نجد أن الحكومة ألأمريكية توصي رعاياها أما بأتخاذ الحيطة والحذر وعدم التجول في أي منطقة من مناطق تلك الدولة التي تحدث فيها أحداث ساخنة خوفاً على رعاياها أو الموظفين في سفارتها، لكن الشيء الغريب حقاً هو أن جموع المتظاهرين الكثيرة دخلت المنطقة الخضراء للتعبير عن السخط الجماهيري الكامن في جميع النفوس ومع هذا أشعر وكأن السفارة ألأمريكية تعيش في إسترخاء كبير وكأن ألأمر لايعنيها لا من قريب ولا من بعيد مع العلم أن الجماهير الغاضبة كانت على بعد أمتار منها؟ ماهو السر في هذا ألأمر ؟ هل أن السفارة كانت قد إتخذت تأكيداً مؤكداً من أن أحداً من تلك الجماهير لن يقترب منها أم أنها كانت مستعدة لقتل كل الشعب العراقي لو تقدم خطوة واحدة من تلك الجدران التي تسكن خلفها أكبر سفارة في العالم هنا. شيء غريب حقاً. ماهي الخطة الكبيرة التي تجول في ذهن ألأمريكان؟ لماذا يصمت ألأمريكان عن أشياء كثيرة تحدث في العراق وكأن ألأمر لايعنيهم ؟ هل أنهم يخططون الى مئة سنة قادمة ويصمتون ألآن ليروا بأنفسهم ماذا ستكون عقلية السياسيين العراقيين للخروج من هذه ألأزمة الطاحنة؟ هل صمتوا لكي يحصلوا على كل شيء في نهاية الخطة وبطلب رسمي من الحكومة العراقية لتنقذهم مرة أخرى كما أنقذتهم من حكم صدام البائد ؟ هل أن صمتهم هو – هو عقوبة مجازية للحكومة العراقية لأنها طلبت منهم الرحيل قبل تحديد هدفهم الذين قدموا من أجلهِ؟ لماذا أرخت الحبل الى إيران وتركتها تفعل ماتريد دون التذمر ولو بكلمة واحدة؟ هل يُعقل أن الحكومة ألأمريكية – غبية – الى هذا الحد من السكوت على أشياء كثيرة تحدث هنا وهناك؟ نحن نعرف من خلال ألأحداث التاريخية أن أمريكا تعمل بهدوء من أجل تحقيق كل ماتريده دون أن تخسر شيئا كبير . من المؤكد أنها تعد طبخة لايعرفها إلا الله سبحانه وتعالى . هل سيعي الساسة العراقيون ثمن هذا الصمت الضمني الذي تمارسه أمريكا في الوقت الحاضر أم أنهم سيلجأون إليها مرة أخرى وهم صاغرون.؟ |