خدش الحياء |
انها ليست شجاعة بالتأكيد ان يخدش الفتى حياء الفتيات سواء بعبارة او جملة وقحة او بحركة سخيفة بأصبع يديه، نعم انها ليست شجاعة بل هي قلة ذوق وسوء تربية. فالمرأة هذا الكائن الانثوي الجميل لا تستحق منا هذه الافعال الخبيثة والخادشة للذوق، بل تستحق منا كل تبجيل واحترام فهي الاخت والام والزوجة والابنة وابنة الجار وابنة الحي التي ينبغي علينا ان نعاملها بكل احترام. هي في طريقها الى العمل او الى المدرسة او لقضاء اية حاجة لها في نزهة او زيارة لقريب وهذا حق من حقوقها فهل من المعقول ان تتعرض في الطريق العام الى هذه المشاكسات التي يمارسها بعض الشباب الذين لا هم لهم الا مثل هذه الافعال المشينة بالتحرش وافساد الذوق العام بما يرضي غرائزهم المريضة بدلاً ان يستعيضوا عن ذلك بما ينتفع حركنهم داخل المجتمع بالتواصل الاخلاقي والثقافي فيما بينهم وبما يدفع عنهم هذه الافعال المريضة. انهم لا يفعلون هذا في بلدهم فقط وانما نقلها بعض الشباب الذين هاجروا الى بلدات اوربا، وقد تناقلت الاخبار ماذا فعل هؤلاء في البلدان التي لجأوا اليها وكيف انهم تحرشوا بالنساء الاوربيات مما لم يعتادوا عليه ولم يعرفوا له اي معنى في سلوكهم المجتمعي والحضاري.
ولقد اصبح الامر ظاهرة اجتماعية خطرة في بلد مثل مصر مثلاً، وصارت هناك جمعيات ومؤسسات تطالب بالكف عن مثل هذه الافعال، فلا الاديان جميعها تسمع بها ولا الاخلاق التي ينبغي ان يتحلى بها شباب الامة تتيح لهم مثل هذه الافعال، فما الذي يجعل هذه الظاهرة تستشري في المجتمعات اهو الكبت الذي تعاني منه هذه الفئة العمرية عبر اجيال واجيال دون روادع دينية او اخلاقية ام هو حب التباهي بينهم، وما هو ذنب هذه الفتاة التي تتعرض لمثل هذه الافعال، خاصة في الاماكن العامة والمزدحمة.
صحيح ان هناك من الفتيات ممن يكون لبسهن ومكياجهن خادشاً هو الاخر للذوق العام، الا ان ذلك لا يستدعي مطلقاً ان يقوم شاب ما بالتصرف غير اللائق مما يسبب احراجاً كبيراً للبنت وهي خارجة من بيتها لكي تؤدي عملاً ما يستوجب منها الخروج ولكي لا تكون حبيسة الدار الى ان يتقدم احد لخطبتها ويأخذها الفارس على حصان ابيض الى بيت الزوجية.
لأطباء وعلماء النفس تفسيرات كثيرة لهذه الحالات فلقد ترك الشباب ارتياد المكتبات واقتناء الكتب وزيارة النوادي الاجتماعية والرياضة وذهبوا الى السلوكيات التي تخدش الســــلم الاهلي والذوق العام. |