فشلتم في حمايتنا

 

 هل نلقي باللوم على القوى السياسية المتناحرة على السلطة والمتربصة بعضها بالبعض الآخر ونحملها مسؤولية الخروقات ألأمنية الكبيرة في بغداد الأسبوع الماضي والتي راح ضحيتها مئات ألأشخاص الأبرياء؟ بكل صراحة المواطن العراقي يفكر هكذا ويحمل كافة الكتل السياسية هذه المسؤولية بعد أن أصبح المواطن العراقي هدفا سهلا للقوى الإرهابية.

ما حدث في مدينة الصدر مجزرة كبيرة بعدد ضحاياها من النساء والأطفال وبخرقها الأمني الفاضح والصريح والذي لا يمكن أن يحصل لمدينة يعرف الجميع إنها مستهدفة منذ سنوات وإن تفجيرات عديدة حصلت في أسواقها الشعبية المكتظة بالناس البسطاء الذي يركضون على لقمة العيش في أدنى حدودها علهم يجدونها في( بسطية وجنبر)أو مطعم شعبي يسد به الباعة جوعهم في النهار وعبر مكبرات صوتهم البدائية يجتذبون الزبون من أجل دراهم معدودة يعودون بها مساء كل يوم ليسدوا بها أفواه تنتظر المال الحلال الممزوج بالحسرة أحيانا كثيرة.

ويل لكل سياسي لم يستطع أن يحمي شعبه من عدو يتربص ليل نهار، وويل لكل حكومة تفشل في عقد جلسة لا لكي تناقش اقتصاد البلد بل لتصدر بيان يندد بالجريمة ، وويل لبرلمان لا يعقد لكي يقف أعضاؤها دقيقة صمت على شهداء مدينة قدر لها أن تكون مدينة الشهداء وما أكثرهم في هذه المدينة ومدن العراق الأخرى.

في مدينة الصدر كانت الصدمة كبيرة على مدينة بملايينها وهي لا تعرف مصير الأم وأبنائها وألأبن وأبيه ، رجل عجوز قال:نحن كشعب نشعر إننا أصبحنا عبئا على حكامنا،وتلك مفارقة لا تشعر بها إلا هنا في العراق،شعب يتظاهر على حكامه،لا يطالبهم بالرحيل كما فعل التوانسة وأبناء الكنانة،ما نطلبه الإصلاح ليس إلا،ما نريده القضاء على الفساد،اليوم قد نغير من مطالبنا أبقوا فاسدين،اسرقونا،بددوا أموالنا أو ما تبقى منها مقابل حمايتها من هذا الإرهاب.

أنا فهمت رسالة هذا الرجل ولو كنت سياسياً لقدمت استقالتي فورا وقلت اختاروا غيري لقد فشلت في حمايتكم وكبدتكم من الخسائر فوق طاقتكم وأكثر.والفشل الذي اقصده ليس الفشل الإقتصادي والسياسي بل الفشل ألأمني الذي ندفع ثمنه أرواحا طاهرة كل يوم وفي كل بقعة من أرض العراق.