ليس غريبا التصعيد الأخير، الذي أقدم عليه مقتدى الصدر وتياره، فالرجل معروف بأجندته الخاصة، التي تحابي كثيرا قتلة العراق، من الإرهابيين والبعثيين.
تزامنت حركة مقتدى، مع قرب القوات من الفلوجة العاهرة، وكذلك الانجازات العسكرية التي حققها أبطال الحشد الشعبي، في ارض المعركة، هذا التزامن اخذ من تركيز وانتشار القوات الامنية العراقية، مماجعل الفلوجة وباقي بؤر الإرهاب تاخذ فسحه في الحركة.
هذه الحركة تعيد للاذهان، مافعله مقتدى عام 2004، حينما أشعل الجنوب والنجف خصوصا، الأمر الذي جعل القوات تنتقل وقتها من حصار الفلوجة الى فتح جبهة في النجف الاشرف، وبذلك انقذها من قبضة الدولة.
مقتدى الصدر لا يمثل النموذج الصالح، كي يطالب بالاصلاح، فهو يمتلك اكبر كتلة في البرلمان الحالي، ب33 نائب ويمتلك 6 وزارات كلها خدمية، وفي حكومة 2010 امتلك 44 نائب و8 وزارات وأيضا، كانت كلها خدمية.
إمتازت سيرة الصدريين بالفساد، وإستشراء المحسوبيات، والارهاب لكل موظف ينبس ببنت شفه، لتشخيص أخطاء الصدريين.
المصلح لكي يكون مصلحا يجب أن يكون نظيف اليد وفوق الشبهات وهذا ما ليس موجودا في الصدر وإتباعه، فمن يفقد الفضيلة لا يمكن ان يكون داعيا لها.
الصدر ركب موجات التظاهر، وإستغل عفوية الناس، ليعيد نفسه للواجهة، بعدما أفل نجمه، وقد عرف الصدر من أين تؤكل الكتف، فمع الامتعاض الشديد من قبل المواطنين، وسخطهم على الحكومة، عاد مقتدى الصدر ليصدر نفسه مصلحا.
حركة مقتدى لا تعدو كونها لعبة، تشترك فيها دول إقليمية، لإحداث شقاق شيعي- شيعي، يسمح للإرهابيين العودة مرة أخرى، لإسقاط مناطق العراق، وبذلك يتحقق حلم البعث، وحلم السعودية ومن لف لفها، بإسقاط العملية السياسية في العراق.
|