الخوف سلاح ذو حدين

 

 يأتي السلوك الجيد والمنضبط عادةَ من ضبط النفس الأمارة بالسوء  وهذا يعني انه يتعين على من يريد النجاح ان يسيطر على عاداته السيئة قبل ان ينجح في السيطرة على ظروفه كذلك في ضبط نفسه وتٌعد هذه اصعب المهمات التي تواجه الانسان وإذا لم تنجح في غزو نفسك وترويضها فان النفس سرعان ما تصبح عدوة لك قبل غيرك .

ان الاشخاص العاديين يتباهون بأنهم لا يخافون الموت وهم في الواقع يقولون ذلك بشفاههم لا بقلوبهم فكلنا بشر نخاف الموت والفناء وكل الفرق بين إنسان وإنسان في هذا الصدد ينحصر في درجة الخوف من الموت لا في وجود ذلك الخوف أصلاً .

وقد يصل هذا الخوف الى حد المبالغة والتوهم بوجود أعراض تؤذن بانهيار الصحة ففي فطرة كل كائن حي ان يخشى على كيانه ووجوده مما يتهدده يستوي في ذلك الفيل الضخم والحشرة الصغيرة، الملك والمملوك وهذا دليل قاطع على ارادة الحياة في جميع الاحياء.

وفي اعتقادي أن الجميع مصابون بذلك الخوف ومنهم بعض أعضاء البرلمان العراقي والسر في ذلك أن المكابرين منهم الذين يجبنون عن الاعتراف بخوفهم من الفشل في أداء واجباتهم الرسمية والشرعية يخفون أعراض فشلهم ليس عن الآخرين فحسب بل عن انفسهم وتلك الطامة الكبرى . إلا القليلين هم الذين يقرون ويعترفوا به.

ان الناجحين في الحياة ليسوا اولئك الذين لم يفشلوا بل هم اولئك الذين لم يستسلموا للفشل فلكي تنجح لا بد من ان تخاف من الفشل قبل أن تقدم وأن لا تستسلم له إذا وقع ، ان الفشل قد يكون طريقك الى النجاح فلماذا الخوف منه أذن ؟.

وقد تكون الآن في الأربعين من العمر ولكنك قلق على مستقبل حياتك لأن والديك وافاهما الأجل قبل بلوغهما سن الخمسين ولكن من الجائز جداً أن تكتب يوماً مقالاً في – جريدة الزمان – في هذا الموضوع نفسه بمناسبة بلوغك سن المائة عام … لأننا نؤمن أن الموت موتان موت يسعى اليك وموت تسعى اليه وأتمنى من الجميع ان لا يسعوا الى الموت بأرجلهم كما يفعل شذاذ الأفاق (داعش) بتفجيراتهم الإجرامية الأخيرة في بغداد وإذا جاءنا الموت بغتةَ فمرحباَ به .