حقيقة المجتمع الفلوجي |
تعتبر الفلوجة نقطة خلاف قديمة جديدة لدى الحكومات العراقية والمحتلين منذ ايام البريطانين الى عهد الديمقراطية الجديدة التي جلبتها مزنجرات وطائرات الولايات المتحدة الامريكية حيث برزت نقاط الخلاف بشدة خلال فترة حكم النظام السابق وما تلاها من احتلال وبعدها من حكومات متوالية ليومنا هذا ففي مطلع الثمانينات شنت المخابرات العراقية والامن العام حملة اعتقالات واسعة استهدفت الاخوان المسلمين بطريقة عشوائية شملت حتى بعض اعضاء حزب البعث والقوميين بطريق الخطأ اما في مطلع التسعينيات فقد شهدت الفلوجة واطرافها الممتدة الى حدود بغداد وصلاح الدين وبابل حملة اعتقالات كبيرة طالت عشرات الشباب بتهمة الوهابية كما اطلق عليها انذاك او السلفية بمصطلحات الحركات الاسلامية . ومن بين المعتقلين مع رجال الدين علماء مشهورين وشباب لا صلة لهم بالفكر الوهابي مثل بعض علماء الصوفية كما طورد عدد اخر كبير كما اعتقل بعض رجال الاخوان وشبابهم وبعض القوميين وحتى بعض غير المتدينين من اصحاب الاتجاه الفكري العلماني بنفس التهمة . لتعود اجهزة الامن في منتصف العقد لتنفيذ حملة اعتقالات اخرى استهدفت الاخوان المسلمين والوهابية واعتقل فيها ايضا بعض اصحاب الافكار القومية والماركسية ومازلنا في التسعينيات حيث اعيدت الكرة نهاية العقد ومطلع عام الفين لتشمل كل ماذكرنا من توجهات حتى ان البعض منهم اطلق سراحة اثناء دخول قوات الاحتلال الامريكي عام 2003 والجدير بالذكر ان اغلب المعتقلين يتم اطلاق سراحهم بعد اشهر او عام من الاحتجاز المخيف والعجيب والقليل تم الحكم عليهم واغلب من حكم علية لم يكن ذا توجه اسلامي . وهذا يعطينا مؤشر ان عمليات الاعتقال كانت يتم بهاجس الخوف الحكومي من الفلوجة التي يغلب عليها الطابع الاسلامي بنظرها ولم تتم تلك الاعتقالات على اسس قانونية او وجود جرائم او تهم حقيقة تهدد امن الدولة ايا كان نظامها انذاك وبالتالي فمن الواضح ان الحكومة العراقية للنظام السابق هي من خلق لنفسها اعداء من مختلف اتجاهات ابناء الفلوجه بغباء رجالاتها الامنية . وبعد الاحتلال ذاع صيت الفلوجة بمقاومتها للامريكان واتهمت بانها ملتقى المتشددين وانها مركز مهم للقاعدة والفصائل المسلحة وهذا صحيح كنتيجة اوضاع ترتبت على المدينة حيث ان الحقيقة التي تخفى عن الجميع ان اهالي الفلوجة لم يكن لهم بديل عن احتضان الجماعات المسلحة لانهم وجدوا فيهم العون والمساعدة على القوات الامريكية التي خلقت لنفسها عدوا اسمه الفلوجة في وقت كان يمكن ان تستثمر فيه عداء الاسلاميين للنظام السابق وتصبح المدينة لها صديقة وماكان على قوات المارينز التي دخلت المدينة لتكسب اهلها سوى تلبية مطالبهم وهي عدم تفتيش النساء وتسيير الدوريات في احياء المدينة وبرفضها لهذه المطالب البسيطة اثارت حفيظة سكان المدينة ذات الطابع القبلي المعقد وكما فشل صدام فشلت سياسية واشنطن في الفلوجة وفشلت بعدها سياسات حكومات العراق اللاحقة بعد الاحتلال وبقيت الفلوجة العدو للعملية السياسية ومرتعاً للمتطرفين في نظر الحكومة العراقية اما في نظر اهالي مدينة الفلوجة فالامريكان والحكومات المتعاقبة لاتحترم المدينة وخصوصيتها والتي هي بعيدة عن التوجه الاسلامي البحت وكثرة مساجدها لا تعني انها مكة او المدينة فهي مدينة عراقية اصيلة يحكمها التوجه القبلي ولو كانت اسلامية كما يصفها البعض لما كان الطبل والمطبك شعار افراحها واعراسها ولكن المشكلة في من يقود وفي من يقرب الية من اهالي الفلوجة حيث لم يستشار كبارها وشيوخها بشكل جدي واستعاض القادة عنهم باشباه الرجال وبمن لايرضى الفلوجة بتمثيله لهم فزادت الفجوة واهان رموزها بتجاهلهم مستمعا لبعض المرتزقة من ابنائها وهنا وعبر الغراء (الزمان) اوجه الدعوة الى رئيس الوزراء والجهات المعنية بمراجعة الموضوع لاهميتية بالحفاظ على استقرار المدينة واحتضان اهلها بعد تحريرها من قبضة داعش قريبا . وان يتم التشاور مع زعماء العشائر الحقيقيين والوجهاء المحترمين ذوي التاثير الفعلي في المجتمع والامر يسير اذا ما ارادت الحكومة المركزية ذلك خصوصا وان دور الاحزاب في الفلوجة لم ولن يكون له تاثير على ارض الواقع مقارنة بشيوخ المدينة الذين لا يتجاوز عددهم اصابع يدي اي مسؤول عراقي
|