لكي تكون ديمقراطيا , يجب أن تؤمن بوطن , وأن تنتخب ذلك الوطن , لتتحقق الديمقراطية. وإنتخاب الوطن معناه , أن ينتخب المواطن الكفاءات والقدرات اللازمة لتحقيق المصالح الوطنية المشتركة. ولا يمكن أن يكون النشاط ديمقراطيا إذا تمنطق برؤى فئوية وتحزبية وشخصانية. فالإنسان اليوم مطالب بالتواصل مع عصره , ودعم الذين يمتلكون قدرات إستحضار إرادة العصر , والتفاعل مع معطيات الأيام بمهارات حضارية , وآليات وطنية , ذات منطلقات تعزز الأخوة والألفة والمحبة , وصناعة المستقبل الزاهر السعيد لأبناء البلاد كافة. ومن غير المقبول أن تتكرر التجربة بنتائج ذات تداعيات سيئة على الواقع بأسره , فلربما هناك أعذار لتبرير الهفوات في الإنتخابات السابقة , التي أعطت حنظل أكلها عى الناس أجمعين. أما اليوم فأن التجارب قد منحت الأدلة والبراهين , على أن من المسؤولية أن يفكر المواطن بالمصلحة الوطنية أولا , وأن لا ينتخب مَن لا يمت بصلة إلى معاناة ومقاساة المواطنين اليومية , ولا يشعر بآلامهم المتراكمة , ومتطلبات حياتهم المعاصرة. فقد آن الأوان لإنتخاب الذين يعيشون مع الشعب , ويتحسسون آلامه وحاجاته اليومية , ويعملون من أجل إسعاده وتوفير أسباب الحياة الحرة الكريمة للناس. ولا يُظن أن ذي عقل سيلدغ من جحرٍ أكثر من مرة , أو أنه سيعيد ذات السلوك مرة أخرى , وفقا لمنهاج التجسيد الفئوي والتحزبي , وينسى مصلحة البلاد والعباد , ولا يفكر بالأجيال القادمة من أبنائه وأحفاده. فهل سننتخب العراق , أم سننتخب غيره؟!!
|