تصنف المدن بالعالم حسب سبب قيامها ووضعت العديد من النظريات والدراسات في كل دول العالم واصبحت علما يدرس بحد ذاته في مجال التخطيط الحضري والاقليمي لانشاء المدن
وفي عودة تاريخية بسيطة للمدن العراقية وابتداء ببغداد او مدينة دار السلام التي انشأها الخليفة ابو جعفر المنصور في سنة ١٤٥للهجرة ان اختيارها لم يكن عفويا او مؤقتا واخذ بنظر الاعتبار في حينها لطافة اجواءها ووجود موارد مائية وقربها من بلاد فارس .
بمعنى اخر يعني بغداد عاصمة سياسية وتاريخ امة وهءا احد اسباب استمرارها على مر القرون.
كذلك الحال بالنسبة للموصل والبصرة والتيي استمرت على مدار هذه القرون المتهالكة واحتفظت بطابعها الاجتماعي ولهجتها ولكنتها وتسمياتها المميزة لحد الان.
وهي من المدن التي يمكن اطلاق صفة الستراتيجية عليها في المقاربات الحضرية .
ان اهم اسباب استمرار المدن هو قربها من الماء واعتدال درجات الحرارة وخصوبة تربتها التي توفر رزقا عوامل جذب واستيطان للسكان المحليين .
وعودا على ذي بدء فان المدن الباقية التي تتكون منها بلاد الرافدين لا تتوفر فيها سهولة العيش وكسل الرزق مثل المحافظات السابقة لاعتبارات ومحددات كثيرة.
فمدن النجف وكربلاء رغم كونها مدن زراعية الا انها يغلب عليها الطابع الديني ويوفر مردود اقتصاديا جيدا لسكانها اما من خلال فرص التوظيف والعمل في العتبات او في القطاع الخاص على هامش حملات السياحة الدينية
الكاظمية دينية.
وفيما يتعلق بمدينة بابل فانها اعتمدت على المدينة الاثرية والحقول الزراعية وبعد فشل المزارع العامة فيها لجأت الدول لانشاء فرص عمل لسكانها من خلال شركات التصنيع والصناعة والمعادن التي استوعبت عددا لاباس به من سكان المحافظة وهي تقريبا محافظة قائمة بذاتها في مجال السلات الغذائية او الصناعات التحويلية وهءه المدن المذكورة ممتدة تقريبا وتشكل سلسلة مدن وتجمعات سكانية متشابه في العادات والتقاليد وطرق المعيشة.
المدن الصامته .
ا مدينة الفلوجة والرمادي والرطبة والقائم فهي مدن خطية مترامية الاطراف لاترتبط بسلسلة مدن سكنية وانما عبارة عن تجمعات عشائرية تمتد على طول مجرى النهر .
كانت تسمى سابقا بلواء الدليم وتعد من أهم المدن في فترة الاحتلال الساساني على العراق ، لأنها ذات مركز حربي مهم لحماية العاصمة والمدائن من هجمات الروم.
وهي من اصعب المدن في الادارة والسيطرة الامنية حاليا من حيث كونها مفتوحة الحدود ومتصلة بطرق نيسمية صعبة لايمكن ان ييلكها احد بدون دليل اضافة الى انها مفتوحة على صحراء مترامية الاطراف تستغل من قبل الخارجين على القانون في ادارة التهريب وعدد سكانها لايتجاوز ١٦٠٠مليون وستمائة الف مواطن يقابله مساحة تصل الى ١٣٧الف كم مربع ومدنها تقريبا شريطية تمتد مع امتداد الفرات .
والمتتبع لخرائط الانبار يجدها مدن تمتد على خطوط متباعده وناشئة وسط صحراء منقطعة الطرق.
ان هذه المدن من الناحية الاجتماعية تكون اكثر محافظة على قيمها وتقاليدها المتطرفة وتحكم بالقوة والسلطة العشايرية .
على سبيل المثال ان استراحاتها كانت محدودة جدا وتقتصر بتزويد الوقود واستبدال الزيوت ومطاعم تقدم المشاوي والوجبات الدسمة لتسهيل مسقة الطريق ولاتتوفر فيها فنادق او مراكز سياحية باستثناء منطقة البغدادي وهي تقريبا مناطق ترفيه محلية.
الملفت في هءا الموضوع هو النمو السكاني من حيث ان المدن الانبارية تنتشر فيها ظاهرة تعدد الزيجات الا ان تعداد نفوسها اقل من مليوني شخص والسبب نرجحه الى انتقال الكثير منهم للسكن في بغداد او محافظات اخرى قريبة تبعا طبيعة الاعمال التي امتهنتها اغلبية المحافظة وهو السلك العسكري وبالذات وحدات الحرس الجمهوري التي اسكنها النظام السابق في العاصمة بدون شرط مسقط الراس وبعيدا عن قراءات التخطيط الحضري التي بدئت تؤشر زحف الريف على المدينة وتوطنت في اطراف وحزام بغداد والمحافظات القريبة مثل بابل وديالى .
ان شبكة السكك الحديد التي تمر بالمحافظة كانت مخصصة للنقل المنتجات الاولية والمعادن ومعظم اداراتها من غير اهل الانبار ابتاء من مناطق القائم الى اماكن التصنيع في كل العراق وتوقفت بعد ٢٠٠٣لتمكن المهربين وتجار الحروب من السيطرة عليها وتهريبه الى خارج العراق بواسطة صهاريج وشاحنات النقل البري الخاص.
بناء على ما تقدم نقول ان البنى التحتية للمدينة لا تتعدى دوائر بسيطة والاضرار التي تحدث فيها نتيجة الحرب هي في هياكل الابنية والدور والطرق والمدينة في قرارة امرها تحتاج الى تخطيط حضري جديد ينقلها من تجمعات سكانية الى مدن متكاملة.
واخيرا نسأل الله الفرج عن سكانها المحاصرين
والسداد لجيشنا ومقا تلينا والرحمة لشهدائنا..
نتمنى لهذه المدينة ان تتخلص من عناقيد الفتنة والتطرف التي هتكتها منذ ٢٠٠٣
|