الغول الذي يأكل حلاوة.!

 

• قرأت وثيقة البيان الأنتخابي لإحدى القوائم المتنافسة على مقاعد مجالس المحافظات، قرأتها بإمعان : ناهيك عن ما فيها من تطويل بلا لزوم وركاكة وضعف فى الصياغة...وفما عدا بعض الشطحات، فليس فيها جديد إلا الحديث عن منجز لم ينجز!..

• تذاكت الحكومة مع الحركات المسلحة المناوءة فمارست سياسة فرق تسد! ترصد احدى الحركات ثم تشقها، ثم تتفاوض مع احد الاجنحة لتضمه تحت جناحها مقابل بعض المناصب والوظائف والأمتيازات...

الحركات المسلحة المناوءة  كشفت اللعبة، فاخذت تنقسم من تلقاء نفسها..! وكل جناح ينال حظه من المناصب والوظائف والأمتيازات، وهم أجادوا اللعبةـ فباتوا في المناصب الدستورية مرورا بالوظائف ذات الدرجات الخاصة ومواقع المسؤولية ومنها الأجهزة الأمنية!.

الحركات مارست مع الحكومة سياسة تفرق  تسد...!!

• أعرف شابا تخرج من الجامعة قبل عدة سنوات، عانى من البطالة وذلها ما عاناه..ذاق الفقر بكل معناه، عمل بائع أرصدة شحن الهواتف الخلوية، وسائق ستوتة، ومصلح لخطوط الكهرباء المقطوعة من المولدات الأهلية في منطقة سكناه..كان يقول دوما أنه لو حصل على وظيفة في الحكومة سيكون في خدمة الفقراء، وسوف يضع الله في نصب عينه دائما...سعى بصبر عجيب للحصول على تلك الوظيفة، قدم عشرات الطلبات للحصول عليها...واحدة منها أثمرت..!

في اليوم التالي من مباشرته للوظيفة، وكانت عمله يقتضي أن يكون على تماس مع المواطنين، تقدمت منه سيدة عجوز تحمل أوراق معاملتها، مد يده اليها بعد أن رشف رشفة من كوب الشاي الذي في يده، نظر الى وجه العجوز، وقال لها تعالي باچر...!

• مررت على بائع حلاوة"دهينة" في النجف الأشرف، وكان عنده زبون، قطع البائع قطعة من الحلاوة ولفها بورقة جريدة، كانت في الجريدة صورة لزعيم سياسي، الزبون صاح بالبائع :لا..لا..لا أرجوك بدل اللفافة فهذا الذي فيه صورته سينتهي من أكل حلاوتي قبل أن أوصلها لصغاري..!

• ثمة غول هو الممسك بتلابيبنا وهو الذي أغتال أحلامنا..هذا الغول كي يبقى حيا فأنه يتغذى بخلافات السياسيين، ويتعشى بأحلام الطامعين، ويفطر بمغامرات الفاسدين، ويخلل أسنانه بتطلعات العسكريين، ويتجشأ بخوف المواطنين..إذا قتلنا خوفنا قتلنا الغول...!

كلام قبل السلام: بداية الدائرة هى ايضا نهايتها، في الدائرة يلتقي أقصى اليمين مع أقصى اليسار، في الدائرة فإن التحول عن الأهداف بمقدار ثلاثمائة وستين درجة يعنى العودة الى البداية.....!

سلام.....