الحشد الشعبي والإشكال السياسي |
لاشك ان تجربة الحشد الشعبي تجربة كبيرة ورائدة في استنهاض همم الشعب والدفاع عن الوطن ومكتسباته ضد اي اعتداء كان وقد كانت نتاج ساعة وعي ونضج عراقي عظيم وهي فكرة خيرة وسابقة خلقتها المرجعية الرشيدة لأجل انقاذ الوطن من الاشرار رغم انها لم تكن جديدة او اختراع عراقي بامتياز فكثير من الشعوب تلجأ لهذا الاسلوب في تحشيد قواها الشعبية عندما تتعرض لأخطار شتى البشرية والطبيعية وحركة نضالات الشعوب تدلنا على فهرس هذه المبادرات لكن بالتأكيد ما نلمسه من هذا الفعل التعبوي العراقي انها كانت سريعة جدا ومستوعبة للواقع العراقي وهدفها نبيل ووطني لا يمكن الشك فيه لحظة واحدة وقد كانت خير معين لنا في محاربة قوى الشر والرذيلة المتمثلة بداعش ومن يدفعها وأنتجت لنا صورا زاهية من التماسك والتعاون الاجتماعي في تحرير عديد من المناطق التي دنسها الدواعش الاشرار وما يهمنا هنا ان يحافظ هذا الحشد على نسقه وعلى مبادئه لأنه وليد لحظة عصفت بنا اثمرت تلك الانعطافة الخلاقة وعليه انا ارى ان اي تسييس للحشد الشعبي او استثماره سياسيا هو قتل لهذه الفكرة النبيلة والانقضاض على اهم مرتكزاتها ان ركوب الموجة من قبل البعض وباسم الحشد الشعبي سيساهم بارتداد الفكرة وتحولها الى حزب سياسي او منظمة محدودة التأثير وغير فاعل وهذه النوايا موجودة للأسف الشديد فالكثير من اهل الفكر والسياسة يحاولون ان تتماهى الهوية المذهبية مع الهوية الوطنية وبالتالي محاولة رفع سقف الفكرة للتتجاوز سقف الوطن وهذا هو الخطر الاكيد اذا ان كل ما يعانيه العراقيون الان من خراب وفساد واضمحلال هو نتيجة تداخل الهويات الفرعية وصراعها مع بعضها على حساب الصوت الوطني الذي يجمعنا وعليه فمن الضروري ان تلجم وتسكت كل الاصوات التي تنادي بالهوية المذهبية كمسالة اولى ثم يليها الوطن ثانيا سواء كانت في الكواليس او في العلن وفي الاخير نتمنى ان يبقى الحشد نقيا من كل الاشكالات السياسية حتى يكون بمنأى من التدخل في اتجاهاته ورؤاه وهذا ما ينعكس بتأثيره على انجازاته وما قدمه من تضحيات جسام |