ليست الأولى بينهما ... صفقة سرية بين المالكي وأبو رغيف لإعادته لعمله مقابل مليون ونصف مليون دولار

بغداد – يدير الوكيل الأقدم لوزير الداخلية والمكلف رسميا بإدارة الوزارة عدنان الأسدي، مباحثات سرية بين سيده وولي نعمته نوري المالكي والفريق أحمد أبو رغيف المدير العام للشؤون الداخلية في الوزارة السابق، لتقريب وجهات النظر بينهما وإعادة الفريق أبو رغيف لعمله مقابل حصول نوري المالكي على مبلغ مليون ونصف مليون دولار أمريكي.

وقالت مصادر واسعة الإطلاع في وزارة الداخلية أن الطرفين أقتربا من التوصل لإتفاق بينهما، على إعادة الفريق أبو رغيف مقابل حصول المالكي على المبلغ ويتم تسليمه لمكتب الخاص.  

وأستطاع أبو رغيف خلال عمله في المديرية العامة لشؤون الداخلية، جمع مبالغ هائلة وثروة كبيرة وذلك من خلال المنافذ الحدودية وخصوصاً منافذ محافظة البصرة وابتزاز الضباط واستلام الرشاوى من التجار من أجل إدخال حمولاتهم الرديئة الى العراق حيث تبلغ إيراداته الشهرية مليون دولار أمريكي.

وأطاحت تفجيرات عيد الأضحى المبارك، بأقوى رجلين في وزارة الداخلية، هما الفريق أحمد أبو رغيف، المدير العام لشؤون الوزارة، والفريق الركن حسين العوادي، قائد الشرطة الاتحادية، ونقل خدماتهما إلى جمعية المحاربين وهو نقل أقرب إلى التسريح من الخدمة.

وفي حال إتمام الصفقة بين المالكي وأبو رغيف، فأنها لن تكون الأولى بينهما، حيث اصدر المالكي في عام 2009 قرارا بإقصاء أبو رغيف من منصبه وإحالته على التقاعد بتهمة الفساد المالي والإداري، ولكنه تراجع عن القرار بعد صفقة بينهما كانت قيادات من فيلق بدر طرفا في إتمام تلك الصفقة.

وكان ابو رغيف وهو من أهالي الكوت، قبل احتلال العراق عضوا عاملا في حزب البعث، وكان يعمل سكرتيرا لمدير شرطة بغداد الرصافة، يرافقه في مكتبه الملازم أول حسين الشمري، والذي يحمل الآن رتبة عميد.

لم يعمل ابو رغيف في الجوانب المهنية لجهاز الشرطة ولم يكن يوما ما ضابط تحقيق، إنما قضى خدمته مختبئا في ظل مدراء الشرطة، حيث عمل في سكرتارية مدراء الشرطة الذين تعاقبوا على بغداد منذ تخرجه من كلية الشرطة وحتى الاحتلال.

وبعد احتلال العراق عاد أقارب أحمد أبو رغيف من إيران والذين كانوا من قيادات حزب الدعوة وفيلق بدر، وبدأ نجم أبو رغيف بالصعود، فأصبح سكرتير قائد شرطة بغداد اللواء، وعندما تأسست مديرية الشؤون الداخلية انضم لها ابو رغيف، وكان مديرها العميد خالد الساعدي، وهو من أهالي مدينة الثورة (الصدر) وكان مديرا لمركز شرطة "التهذيب" في مدينة الثورة قبل الاحتلال. وأصبح فيلق بدر بسبب وجود أبو رغيف يسيطر على مديرية الشؤون الداخلية، ونفذ ابو رغيف حملة واسعة لاقصاء ضباط الشرطة القدامى وخصوصا السنة منهم، لصالح فيلق بدر الذي جهزه بقوائم مطولة تتضمن أسماء الضباط الذي يجب أقصائهم.

وعندما ارتقى ابو رغيف ليصبح مديرا للشؤون الداخلية بدأ واحدة من أكبر عمليات السرقة والابتزاز التي عرفها جهاز الشرطة، فقد تعرضت معارض السيارات والشركات والمزادات ومديريات الحدود ومديرية الجوازات وكافة مراكز الشرطة الى عمليات ابتزاز متواصلة، ولم يمكن لأي شركة أو مديرية كبيرة أن تمارس عملها دون أن تدفع شهريا لأبو رغيف، وبنى ابو رغيف علاقات واسعة بإيران وحرسها الثوري من خلال اقاربه القادمين من هناك. وقد وضع ابو رغيف صديقه القديم العميد حسين الشمري، مساعدا له في الوزارة.