رفع المصاحف من معاوية إلى مقتدى .. التاريخ يعيد نفسه‎

لمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش علي على جيشه، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات, فقام عمرو بن العاص بخدعة، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكم بينهم، ليدعوا جيش علي إلى التوقف عن القتال ويدعون علياً إلى حكم القرآن, الأمر الذي أحدث " شبه إنقلاب " في جيش الإمام علي – عليه السلام – حيث خرج أكثر من عشرين ألف من هذا الجيش وطالبوا الإمام علي " عليه السلام " بإجابة جيش معاوية بقيادة إبن العاص, الأمر الذي أدى إلى إنهاء الحرب التي لو إستمرت لتغير الحكم وصار بيد الخليفة الشرعي وهو الإمام علي " عليه السلام " لكن دهاء إبن العاص حال دون ذلك وإتنقل الحكم إلى معاوية بعد التحكيم, وهذا بفضل الهدنة التي حصلت تحت رفع المصاحف.
وما أشبه اليوم بالأمس, حيث بعدما أحست الحكومة العراقية إنها أمام صبر وثبات الشعب العراقي والإصرار على مطالبه في التغيير, هذه الحكومة التي تسير على نهج معاوية بن أبي سفيان, وبعدما رأت إن العراقيين باتوا مشرفون على تحقيق النصر, أرسلت هذه الحكومة قائد جيوشها " عمر بن العاص العصر " مقتدى الغادر الذي فتح المجال أمام هذه الحكومة الظالمة, وذلك من خلال توجيه أتباعه بإعطاء الحكومة فسحة ومجال تحت ذريعة تحرير الفلوجة التي أصبحت كحادثة رفع المصاحف والمطالبة باللجوء إلى كتاب الله وكما يعرفها الجميع هي كلمة ودعوة حق يراد بها باطل.
 لكن بالحقيقة هو أعطى الحكومة الفاسدة المتنفس والذريعة لمنع التظاهرات بل جعل من التظاهرات غير شرعية لأنها تشغل الحكومة على ما يفهم المتلقي والإنسان البسيط .. والحقيقة إن التظاهرات هو حق الشعب لأنه هذه الحكومة تمثل بؤرة الفساد واصله والفساد وهي من أوجدت داعش وجعلته يتعملق في العراق, حتى إننا عندما نشاهد الإنتشار الأمني الموجود في المنطقة الغبراء هو اكبر بكثير من التواجد الأمني في أيام الجمعة السابقة !! فكيف تكون التظاهرات تشغل الحكومة والأجهزة الأمنية ؟ ألم يلاحظ مقتدى ذلك الأمر ومنذ ليلة الأمس ؟.
لكن وكما قلنا إنه دخل في غمار حرب نتائجها خاسرة لذلك انقلب على نفسه وعلى اتباعه وعلى شعبه ويرفع مصحف الفلوجة لوأد الثورة العراقية الكبرى التي يراد منها تغيير حكم جائر ظالم , وأبقى على هذه الحكومة الفاسدة, ليعيد بذلك تلك الواقعة التي أزاحت الحكم العادل وجاءت بالحكم الفاسد الظالم الطاغي الذي أدخل العراق في حالة من الفوضى والفساد الأخلاقي والمالي والإداري, وهذا كله بفعل مقتدى العاص خادم معاوية .