هل قرأت لجنة التحكيم مقالتي كما تستحق؟

 

هذا السؤال افتراضي لاني لم اقرا واطلع على كل النتاجات التي شاركت في تلك المسابقة،كما انني لا اعرف اللجنة المسؤولة عن التحكيم.لكني اعرف حقيقة واحدة ان هناك نوعا من الاطراء يقدم في مسابقات كثيرة.وهذه مشكلة ليست جديدة بل هي مشكلة لها تاريخها الطويل كما اظن.

لو ان عشرين مشتركا خاضوا سباقا في الساحة والميدان فان الخط على الارض سيكون هو الحكم.وستكون الكاميرا الجهة الامينة في معرفة اول قدم لامست خط الفوز النهائي.في النصوص وكل لجان التحكيم لا يوجد شيء كهذا.فالخطوط هنا الامزجة وتاثيرات الاصدقاء،والرغبة في منح من نريد تكريما مؤقتا على حساب اخر.ما اقوله الان هو مشكلة فنية اولا.ولكي نحل هذه المشكلة فاننا لا بد ان نعثر على اشخاص لهم قدرة روسو مثلا على اكتشاف النص كنص لا كشخص نعرفه،ونحاول ان نقدم له واجب الصداقة كفنجان قهوة او قدح من الشاي المهيل.نعم هكذا نتصرف في الغالب.تقدم النصوص المتسابقة على انها نصوص من كلمات لكن البعض منها اي من هذه النصوص تكون لها صفة الضيف الذي لا بد ان يكرم بطريقة من الطرق.

انا كما قلت لم اطلع على تفاصيل كل ما قدم من نماذج كتابية للمسابقة لكني اعرف ان مقالي كان يستحق اكثر من شهادة تقدير لمشاركتي في تلك المسابقة.لذا انا اتحدث هنا عن جانب لم تره اللجنة في مقالتي وهو ذلك الجانب الفردي الذي كان يقطر من كلماتي.نعم لم تكتشف اللجنة لمعان الفردية في جو المقالة العام.كنت في حقيقة الامر اكتب عن مشكلة كبيرة شغلت الفلاسفة الوجوديين طوال عقود..لكني نظمتها في 390 كلمة.كنت اكرر المعنى باسلوب موجز وغير مباشر لاجعل القاريء يحس بذلك الجزء المخفي عنا وهو فرديتنا المنسية خلف ركام المجاملات والحس اليومي الفارغ من اي مضمون.

ما قلته في ذلك المقال كان خيالا فيه خفة دم عبر عنها بعض الاصدقاء قائلين اني اثرت اهتمامهم،وكيف ان كامو المحزون بهمه الوجودي كان حاضرا وكأنه يراقب سيل اولئك الاوربيين القادمين للانضمام الى داعش.كانت روح ذلك الفيلسوف حاضرة في مقالتي حضورا قويا لاني اردت ان اسخر من غباء كل الذين يبيعون مجد اوربا للبحث عن معنى خارجي بارد.

انا لا اريد ان انتقد تقييم اللجنة الذي صدر كحكم لا استئناف فيه.كلا ولكني اردت ان اعبر عن وجهة نظري في هذه القضية التي تخص ذائقتنا الثقافية التي لا بد ان تصمد كي تظل خالقة وفاعلة.

ومع اني لم اذهب لاستلام الشهادة التقديرية الخاصة بالمشاركة فاني اقدم رغم ذلك شكري وامتناني على الدعوة التي انشغلت عنها بامر من امور القلب المهمة.فتحية للفائزين جميعا،وتحية للجهد المبذول وعذرا على ما قلت لاني قلته كما لو كنت اتمرن على تحليل نفسي مرة اخرى امام لجنة المسابقة.