من قال لكم: الجمعة مباركة في العراق ؟ |
المخيمات الكشفية، السفرات المدرسية، ألعاب الفرق الشعبية، ختان الأطفال، زفات الأعراس، رحلات الأصدقاء الى الأماكن السياحية والبحيرات والسينما والمسرح..كانت تقام في أيام الجمعة. مناسبة الكتابة عن هذا الموضوع، مودة جديدة؛ حيث تأتيني على موبايلي الصرصور وصفحتي على الفيس بوك، رسائل من الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء والغرباء وقد يكون معهم حتى الأعداء.. عبارة (جمعة مباركة). ولأن لا خيار لك سوى كلمة like وأنأ ارغب بمقترح إضافة عكس لايك على الذي انشأ الفيس بوك..حتى الرد يكون لا أحب، لا ارغب، لا أريد..(إني أكره أكره أكره).المعروف، أيام الأسبوع هي سبعة أيام لا تزاد ولا تنقص. عادة تبدأ من يوم الأحد أي1، الاثنين2، الثلاثاء 3، الأربعاء 4، الخميس صاروا 5، أما الجمعة ليس 6 كما يظن الكثير من الناس، انما هو الاجتماع الأسبوعي للأيام؛ من واحد الى خمسة. عندما ينفض اجتماع رؤساء الأيام اما على خير أو شر هو الغالب أو على محبة وكره. تكون في السبت أي سبات الأيام بعد عناء من مشقة الجهود المضنية السابقة في النشاطات الغير إنسانية وقد قررت الأيام ما لا يحمد عقباه.فمن أين لكم الجمعة المباركة؟. كل الأيام كانت مباركة ولطيفة، تجتمع فيها العائلات العراقية الكريمة على مناسبة جميلة وطعام عراقي مميز أو في مباراة كرة قدم أو متنزه من المتنزهات أو قرب مراقد أضرحة الأولياء والصالحين والتابعين ولم يقول احدنا للأخر وقتئذ (جمعة مباركة). كانت الجمعة عطلة الطلبة والموظف والعسكري والعامل؛ مباركة..وبقية الأيام كلها مباركة. الآن، الجمعة غير مباركة؛ كل الأيام دامية، هي التفرقة وفيها الخطب النارية من رجال دين خرجوا للتو من علب الليل والكباريهات المشبوهة. انها لهم مباركة بسبب ما قاموا به من تدمير وتقسيم وتلفظ. أصبح الشعب في أيام الجمعة يذهب الى مقابر الأبناء والآباء والأمهات ومواقع التفجير ليوقد الشموع والبخور ويرشرش ماء الورد ويضع باقات الورد وآس الموتى.كل الأيام مباركة إذا خلت من الموت بالمفخخات والخطف والقتل بالكاتم والخلو من حظر التجوال وإغلاق الطرق والرمي العشوائي أو بمناسبات العراقيين التي تخلف الحزن.يتمنى العراقي أن يصحو على جمعة لا يجد فيها السياسيين العراقيين غير الوطنيين، عند ذلك تكون: جمعة مباركة.مفهوم (الجمعة المباركة) هذا يذكرني بالأفلام والمسلسلات المصرية. عندما يتزوج البطل على زوجته وأم عياله بزوجة أخرى صغيرة وجميلة. يقوم أولا بمقدمات للزوجة الأصل بأنك الكبيرة وبحاجة الى استراحة وهذه الزوجة الجديدة ستقوم بخدمتك، أنت فقط تأمرين، هي وانأ ننفذ.لكن، الزوجة الأصل تقبل بالظاهر أما الداخل فإنها تغلي. الزوج وزوجته الجديدة عندما ينامون في غرفة الزوجية دائما بحذر.تأتي الزوجة الأصل بصينية فيها المأكولات الصباحية كالبيض والحليب والزبد وغيرها، على الصينية غطاء ابيض من القماش وتحمل سكينة تحت الصينية في يدها اليمنى مخفية.تطرق الباب ثم تطرق الباب وفي الأخير تقتحم مخدع الزوجية وهي تزغرد وتقول (صباحية مباركة يا عروسة). ترفع غطاء الفراش لا تجد العروسين، تقع الصينية على الأرض، لكن السكينة في يدها وهي تبحث تقول: (أقطعكم حتت). قلبها يقول: من حقها فقد عاشت الويلات وتأتي الصغيرة على الحاضر!!.هذه (الصباحية المباركة) التي ينتظرها العراقي؛ يوم يفر السياسي الماكر، وليس بانتظار الجمعة المباركة. |