بإنتظار مؤتمر تركيا .. الأهوار تقترب من لائحة التراث العالمي

 

سعى العراق الى ضم مواقع اثرية إلى لائحة الثراث العالمي وهو أمر يعد مكسبا كبيرا له بحسب تأكيدات باحثين آثاريين دعوا الحكومة الى بذل قصارى جهدها قبيل موعد انعقاد مؤتمر اليونسكو في تركيا لانجاح ضم هذه المواقع، مشيرين إلى أن المواقع المرشحة للانضمام الى لائحة التراث العالمي من قبل اليونسكو هي اور وأريدو، والوركاء، والاهوار،،،، وكان ناشطون ومنظمات مجتمع مدني في محافظة ذي قار، أعلنوا(الثامن من أيار 2016 الحالي)، عن إطلاق حملة لدعم ترشيح مناطق أهوار جنوبي العراق ومواقع الآثار فيها إلى لائحة التراث العالمي، وفي حين دعوا إلى “تكثيف الجهد الإعلامي للتعريف بالقيمة الحضارية والطبيعية والبيئية لتلك المناطق”، عدوا أن قبولها في تلك اللائحة يحافظ على الآثار من “التخريب والعبث” ويضمن الحصة المائية اللازمة لإنعاش الأهوار وينقل المنطقة من المحلية للعالمية.،، شددت اوساط برلمانية على ضرورة تكثيف الجهود العراقية الهادفة الى ضم الاهوار الى لائحة التراث العالمي، لاسيما مع اقتراب المؤتمر الدولي الذي سيحدد ضم تلك المحميات من عدمه.للدعوات البرلمانية، رافقتها تأكيدات اخرى حثت على اهمية تكثيف المطالبات الرسمية الموجهة الى اليونسكو بهدف ضم تلك المحميات الى لائحة التراث العالمي،، ماشارت لجنة الزراعة والمياه والاهوار البرلمانية، الى وجود مساع كثيفة من قبل الجهات المختصة لضم الاهوار الى جانب المناطق التراثية الاخرى، الى لائحة التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية اوالثقافة والعلوم، مشيراة الى ان اللجنة سعت خلال السنوات الاخيرة لاضافة الاهوار الى لائحة اتفاقيات «رامسار» باعتبارها من الاراضي الرطبة او محميات دولية.اوتعرضت الأهوار التي تنحصر بين محافظات (ميسان وذي قار والبصرة)، عام 1992 الى عمليات تجفيف وبعد عام   2003  سعت الحكومات العراقية المتعاقبة إلى إعادة إنعاشها لكن شح المياه حال دون ذلك.،،، على مساحة إجمالية تقدر بسبعة آلاف و700  كم مربع، تقع واحدة من “أقدم وأغنى” مناطق العالم تنوعاً بيئياً وحضارياً، يعود تاريخها لفجر التاريخ، أي قبل خمسة آلاف سنة، ألا وهي الأهوار العراقية، التي يعتقد أنها تضم “جنة عدن”، وفيها بيت أبو الأنبياء، إبراهيم، ويسعى العراق جاهداً لضمها إلى لائحة التراث العالمي.تبلغ مساحة اجمالي الاهوار، تراوحت تقديراتها بين  9000 و20000 كيلومتراً مربعاً، وتبلغ مساحتها بحسب تقديرات أخرى على اساس وحداتها الادارية الصغرى والبالغة 20 ناحية ضمن المحافظات الثلاث التي تقع فيها منطقة الاهوار وهي محافظات (ميسان – ذي قار- البصرة) التي تعتبر مراكز التوازن المكاني والسكاني فيها 4 ويعيش سكان الأهوار في جزر صغيرة طبيعية أو مصنعة في الأهوار، ويستخدمون نوعا من الزوارق يسمى بالمشحوف في تنقلهم وترحالهم.

للأهوار تأثير إيجابي على البيئة فهي تعتبر مصدر جيد لتوفير الكثير من المواد الغذائية من الأسماك والطيور والمواد الزراعية التي تعتمد على وفرة وديمومة المياه مثل الرز وقصب السكر.،، ويعتقد البعض أن المنطقة هي الموقع الذي يُطلق عليه العهد القديم “جنات عدن”. وتشير الدراسات والبحوث التاريخية والأثرية إلى أن هذه المنطقة هي المكان الذي ظهرت فيه ملامح السومريين وحضاراتهم وتوضح ذلك الآثار والنقوش السومرية المكتشفة.ظهرت فكرة تجفيف هور الحمار في تقرير وليم ويلكوكس عام 1911 عندما اقترح تنفيذ ربط نهاية نهر الفرات في منطقة الطار مع مخرج هور الحمار في مدينة الجبايش ووضع سداد لهذا المجرى على الجانبين ليحرم هور الحمار من أهم مصادره المائية ونفذ هذا المقترح في ثمانينات القرن الماضي باسم الحفار، كما ظهر تجفيف هور الحمار في تقرير شركة تبيت وشركاءها عام 1958 باسم مشروع ري وبزل المالحة وقد تعرضت للتجفيف في التسعينيات من القرن الماضي وتحديدا بعد انتفاضة عام 1991 أو ما يعرف بــالانتفاضة الشعبانية، عقابا لسكان الأهوار الذين قامو بأنتفاضة ضد صدام حسين. ولم يتبقى سوى 4 بالمئة من اجمالي مساحتها بعد تجفيف 96  بالمئة منها، إلا أن الحكومة الحالية قد بدأت بمشاريع لتنمية الأهوار ،حيث تعد الان الاهوار من اجمل المناطق السياحية في العراق.وكانت وزارة الموارد المائية، قالت في بيان لها إنها مستمرة بتزويد مناطق الأهوار بالحصة المائية المقررة، حيث بلغت التصاريف المطلقة من نهر الفرات خلال النواظم الذيلية في محافظة ذي قار، لأهوار الجبايش، والأهوار الوسطى للمدة من 1/12/2015 لغاية 30/4/  2016  أكثر من مليار متر مكعب خزني.وذكرت الوزارة أيضاً، أنها أطلقت أكثر من 85 مليون متر مكعب من نهر الغراف إلى هور أبي زرك، من مؤخر البدعة، حيث ارتفعت المناسيب في نهر الفرات في مدينة الجبايش لتصل إلى 1.18 م خلال نيسان الماضي ،،، وهناك “محاولات محدودة لإقامة مجمعات سكنية وبيوت من الطابوق، في الأهوار، في مخالفة ممنوعة للقانون”، علما أن “البناء الأصلي في الأهوار هو من القصب السومري، ولذلك اختارت الوزارة المشحوف السومري الذي يحمل شعار الطير، وهو ما كان يستخدمه سكان العراق القدماء على وفق ما عثر عليه في المخطوطات الأثرية”.وجود تنسيق مع القطاع الخاص للاستثمار في الأهوار على مستوى السكن والخدمات والبنى التحتية وإقامة مدينة ألعاب، فضلاً عن توجيه مجاميع سياحية من الوزارات وطلبة المدارس والجامعات العراقية للمنطقة”، مؤكداً على “وجود تحرك مع الفاتيكان بشأن الحجيج المسيحيين إلى بيت النبي إبراهيم (ع) والأهوار في محافظة ذي قار،350  كم جنوب العاصمة بغداد وتشترط المنظمة الاممية اعطاء المنطقة اللمحة التاريخية، وان يكون بناء المنازل فيها من القصب والبردي وتتلاءم مع طبيعة هذه المنطقة.كبشوارع المدن الاوروبية الموضوعة ضمن لائحة التراث كمثال على ذلك، والتي لازلت مبنية من الصخر والكرانيت

بعد استبعاد آثار بابل عن لائحة التراث العالمي ،، فأن اللائحة الشهيرة عالميا لا تضم من العراق سوى اربع مواقع مهمة: “الحضر 1985  آشور القلعة الشرقية 2003 مدينة سامراء الأثرية 2007 وقلعة اربيل 2014″. فيما تجري الاستعدادات حاليا لكي تكون الاهوار الموقع الخامس على تلك اللائحة ان تم التصويت عليها. علما ان التصويت سيتم هذا الصيف في مؤتمر دولي يقام في تركيا. يذكر ان لائحة التراث العالمي تولدت بعد ان تبنّى المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو الذي عقد بباريس في تشرين الثاني عام 1972 “اتفاقية التراث العالمي”. فيما دخلت تلك الاتفاقية حيز التنفيذ في 17 كانون الاول عام 1975. ومنذ ذلك التاريخ تزايدت المواقع التي تضاف سنويا للائحة حتى وصلت مؤخرا الى قرابة الالفي موقع من مختلف بلدان العالم.إن “الدعوة لترشيح الأهوار للائحة التراث العالمي ليست جديدة، إذ تم العمل عليها منذ سنوات عديدة وإعداد الملف الخاص بذلك لعرضه خلال مؤتمر يعقد في مدينة اسطنبول التركية خلال تموز المقبل”، مشيراً إلى أن “الأهوار العراقية تحظى باهتمام دولي كبير لما تمثله من صرح تاريخي وحضاري عالمي فضلاً عن كونها منطقة فلكلورية يقطنها سكان يعود امتدادهم إلى فجر الحضارات”. العراق تحرك عن طريق وزارة الخارجية على كثير من الدول المعنية لحثها على التصويت لصالح وضع أهوار العراق ضمن لائحة التراث العالمي، وقطع شوط كبير في حشد منظمات المجتمع المدني في اسطنبول للضغط على الدول المعنية بهذا الشأن”ودعت المفوضية العليا لحقوق الانسان المثقفين والمهتمين بالتراث والآثار لمناصرة جهود العراق بضم اربعة مواقع اثارية عراقية جديدة الى لائحة التراث العالمي التي من المؤمل ان تصوت عليها منظمة اليونسكو في منتصف تموز المقبل. وحثت المنظمة ابناء الشعب العراقي من الكتاب والأدباء والناشطين والمؤرخين والمهتمين بشأن الحضارة والتراث الى مساندة الجهود التي تبذل من اجل ضم المواقع أعلاه الى لائحة التراث العالمي», مشددة على اهمية «تنظيم حملات اعلامية وتعريفية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المختلفة لحث اعضاء اللجنة الواحد والعشرين اعلاه على التصويت،فالحضارة العراقية ستبقى منارا لكل الشعوب مهما حاول الدواعش تدمير هذا السجل الخالد بتفجير مأذنة هنا او قبة تراثية هناك لان رسالتها للإنسانية جمعاء.