مؤتمر باريس ونيات التغيير

 

نتيجة لما الت اليه الاوضاع في العراق من ترد ولبس في الرؤية من قبل القوى السياسية   وعدم وجود خط واضح لها بشان العراق وكما تبنتها برامجهم وأدبياتهم عندما كانوا في المعارضة و(النضال) ضد النظام السابق بل ان الاوضاع السياسية والأمنية آخذة في التدهور بوجود منعطفات ومزالق كبيرة تعترضها والمواطن العراقي هو الذي يدفع ثمن الاخطاء الفاحشة التي يرتكبها السياسيون العراقيون من امن مهدد للوطن والمواطن الى بطالة وتهجير وتشظ مجتمعي على المستوى السياسي وانعدام البنية الخدمية  كل هذا جعل الحراك الجماهيري فاعلا في التحشيد ضد الطبقة السياسية التي وقعت في اخطاء إستراتيجية اقلها الفعل المحرم في تقاسم السلطات او ما يعرف بالمحاصصة التي اوصلتنا الى قمة التهلكة وقد اوجدت للأسف الشديدة طبقة سياسية لا تهتم بالمصالح الوطنية بل همها ان تكون هويتها المذهبية هي الفاعلة على حساب الوطن وحاجاته وتلك معصية يرتكبها السياسيون وأوصلتنا الى اوضاع مزرية لن تقوم لنا بعدها اي قائمة لو ترك الحبل عالى الغارب ..عملية الاصلاحات التي طالبت بها الجماهير الغاضبة على الاوضاع السائدة تمر بمنعطفات خطيرة فهي وجدت من نبض الشارع ومن جلباب معاناة الناس وحرمانهم طيلة ثلاثة عشرة عاما عجاف  قدم فيها الشعب العراقي خيرة ابناءه قربانا من اجل التصدي للإرهاب وأيضا سفكت دماء ابرياء نتيجة الاختلال السياسي بين القوى الحاكمة والتي تشكل هيكل الحكومة وسلطاتها التنفيذية وما عاناه الشعب من بطالة وفقر  وتردي البرامج التنموية في التعليم والإسكان والتجارة كلها كانت عوامل مساعدة للمد الجماهيري الغاضب على حكومات جائرة ومفلسة برنامجيا وتخطيطيا لكن رغم ذلك اصدمت الجماهير الاصلاحية بعقبات السياسيين وديماغوغيتهم في الاحتواء والتسكين وعدم وجود مؤشر لبعض القوى الشعبية المحتجة من نهج واضح وسليم للمضي قدما في عملية الاصلاح مما جعلها تأخذ طابعا مهتزا وقلقا في مواقفها وهي تملك اليد القوية في البرلمان والحكومة المركزية وكل هذا لم يفد في عضد العراقيون فهم ماضون الى التغيير مهما كلفهم الثمن غاليا بوجود بدائل وطرق جديدة للخلاص من هذا الواقع المضني الذي كلفهم غاليا فمسالة التفكير بمؤتمر معارضة في الخارج هو احد الوسائل الممكنة للتغيير وبوجود محددات واشتراطات عليه ان يتمسك بها وقد سبق لهذه الطبقة السياسية ان عملت مؤتمرات سياسية سابقا ونجحت في عملية التغيير ضد النظام السابق  رغم كل الصعوبات اذن لا بأس في استثمار المؤتمر من اجل بلوغ اهداف سياسية قد لا يمكن ان تتاح في بغداد لتعقيدات الوضع العراقي ولعدم استيعاب الحكومة والطبقة السياسية في تامين مؤتمر سياسي يهدد مصالحهم  لكن علينا ان نعرف ماهي الاهداف النهائية وماهي خلفيات المؤتمرين والساعين للإصلاح والتغيير؟ اما مؤتمر المعارضة العراقية الذي ضيفته فرنسا بشان اوضاع العراق في الثامن والعشرين من ايار بعد ان تم تأجيله في المرة الاولى فأتمنى ان يكون هذا المؤتمر فاعلا وممثلا لكل العراقيين وليس نسخة من مؤتمرات فاشلة عقدت في الاردن سابقا  بتمويل اجنبي وبأهداف وأجندات معروفة لا تستطيع حلحلة الاوضاع في العراق بل تساعد في المساهمة في انهيار الواقع السياسي واغلب المؤتمرين فيها هم من اتباع النظام السابق الغير مرحب بهم على النطاق الشعبي لوجود حاجز انعدام الثقة لكن التساؤل المطروح لماذا لا تعقد القوى المعارضة للحكومة وليس للعملية السياسية برمتها مؤتمرا لها في بغداد لمعالجة الاوضاع الراهنة وتنسيق برامجها ومحاولة الخلاص من هذه الشرنقة الدبقة وكل الظروف والعوامل مهيأة لذلك ما يهم الشعب العراقي ان يتم تطهير الوطن من الفاسدين والسراق وان يبنى الوطن على اسس سليمة ومعتمدا على مبدأ الموطنة وليس المحاصصة البغيضة.