الفلوجة .. معركة وطنية بإمتياز |
في الفلوجة كما في غيرها ، توحدت الارادات الوطنية ، وسالت الدماء مجتمعة ، وتخطت لغة الرفض للارهاب حدود داعميه ومموليه، واصبحت الاجساد العراقية من كربلاء الى الرمادي ومن تكريت الى البصرة واحدة تتدافع صوب الهدف ، وهو تحرير الفلوجة واعادتها الى حضرة الوطن ، وممنوع جعلها قندهار في خاصرة العاصمة بغداد.. إن القتال الملحمي الذي جرى ويجري في الفلوجة ، يؤكد بما لايدع مجالا للتاويل ، بان الشعب يرفض الارهاب ، والشعب يقاوم التقسيم ، والشعب بكل فصائله الوطنية يريد عراقا قويا موحدا مهابا ، وقد تجسدت هذه الارادات الشعبية في اكثر من ملحمة وطنية قدم فيها المقاتلون الشجعان دماء غزيرة ، في تكريت ، والرمادي ، وهيت ، والضلوعية وغيرها من المدن العراق الغربية والشمالية ، ولم يتردد الشبان والرجال من التضحية بالنفس كي تتخلص هذه المدن وناسها من اغتصاب داعش لها ، ولكن مايثير التساؤل هو هؤلاء الذين يزعمون انهم يمثلون اهل هذه المدن في مجلس النواب ودوائر الدولة الاخرى وهم لم يشتركوا في المعركة ضد داعش ، بل راح البعض منهم يخلط الاوراق بغية انقاذ داعش.. لقد توحدت الارادات السياسية خارج الوطن وداخلة لاثارة الفتن والصراعات الطائفية ، وهو تعبير عن مسارات مشتركة بين داعش في الفلوجة وداعش بالموصل وبين اصوات الفتنة في بعض المواقع السياسية ، ولو كانوا هؤلاء حقيقة مخلصين لمدنهم واهلهم في تلك المناطق لكانوا في خنادق القتال مع القوات المسلحة والامنية والعشائرية والحشد الشعبي . وهنا يمكن ان نطرح السؤال التالي ، لماذا يتحمس للقتال أبن ذي قار دفاعا عن ابناء الفلوجة ، ويقف متفرجا وشامتا ذاك المسؤول الذي وصل الى مواقع السلطة باسم تلك المناطق ، الا يعني ذلك بان هذا المواطن البسيط يمتلك الفعل الوطني الوحدوي في الدفاع عن كل ارض العراق ، في حين البعض من السياسيين يتربع على ماساة شعب الفلوجة كي يغرف المزيد من الفرقة والمال لكي يصل الى مايسمى بمشروع الاقاليم والتقسيم . إن مهمة شعبنا في المحافظات الغربية وفي الفلوجة والرمادي تحديدا ، كشف زيف المتلاعبين بدماء الناس وتوحيد الجهد في مقاتلة الدواعش السياسيين والمسلحين ، كي تتوحد كل ارادات الشعب العراقي والمشي صوب وحدة الوطن وبناء دولة المواطنة ، لا مكان فيها للمحاصصة والمذهبية والعرقية . تحرير الفلوجة هو العنصر الحاسم نحو تحرير كل الوطن ، وبهذه المعركة يؤكد شعبنا تراص وحدته الوطنية والتزامه الحاسم بوحدة ارض الوطن ، ومن نهايات معركة الفلوجة ، تبدأ معركة تحرير العراق من النهابين والكيانات الفاشلة وبناء الدولة العراقية على اساس الوطنية والايمان بالعراق القوي المحوري في المنطقة والعالم . |