الابادة على طاولة مسؤول إمريكي |
عندما تعرض الايزيديون الى ابادة جماعية على يد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ، مطلع اب / اغسطس عام 2014 ، شكل مجموعة من النشطاء وفدا وذهبوا للقاء بالمسؤولين في قنصليات وسفارات الدول التي تتخذ من اربيل (عاصمة اقليم كوردستان العراق ) مقرا لهم ، بهدف اطلاعهم على واقع الابادة التي تعرض له الايزيديون وايجاد حل لمئات الاف من الايزيدين المحاصرين في جبل سنجار وانقاذ الاف من المدنيين الذين اختطفهم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” .وخلال هذه الزيارة التقى وفد النشطاء بالقنصل الامريكي في اربيل وجميعهم تحدثوا معه محاولين اقناعه بفتح باب الهجرة للايزيديين وتخليصهم من الابادات المتكررة بالاضافة الى ايجاد حلول للمحاصرين والمختطفين ، فلم يقنع القنصل بكلامهم واشار الى ضرورة حفاظ الايزيدين على ارضهم وعدم مغادرتها .بعد ان تحدث جميع من في الوفد معه ، محاولين اقناعه دون جدوى ، قال احد النشطاء الذي فضل ان يتكلم في الاخير ، ان ” هذه الابادة الجماعية حلت علينا دون ان يقدم احد على حمايتنا ، القوات الامنية اداروا ظهرهم علينا وبيقينا وحيدين بين اياديهم القذرة ، وترى بأم عينيك ماذا فعلوا بنا لاننا مختلفون معهم في العقيدة ، لم يبق شيء ولم يفعلوه معنا ، والايزيدية كانوا مشروعا للقتل الجماعي ناهيك عن التهجير القسري و اختطاف الاطفال وسبي النساء وبيعهن في اسواق النخاسة”.القنصل الامريكي الذي لم يقتنع بكل هذا الكلام مخاطبا النشطاء الايزيديين بالقول ، ان ” احد اجدادي القدامى هاجر ارضه وقصد بلدان بعيدة ، وبعد عقود من السنين عاد ابنه ليرى مسقط رأس والده ، فوجد شخص غريب يسكن منزله ويحرث ارضه وكان تاريخ أسرته في مسقط رأسه قد اضمحلت ، لذلك ينبغي على الايزيدية ان لا يطالبوا بالهجرة للحافظ على تاريخهم وارثهم وحضارتهم وعدم فسح المجال للغرباء بان يستولوا على ارض اجدادهم ” .الناشط الايزيدي أكد له بان ” الولايات المتحدة هي من تسببت باسقاط الامن في العراق ، وكانت على علم بان زعزعة الامن ، سوف تؤدي الى توفير مناخ ملائم لتنمية الجماعات المتطرفة التي تستهدف الاقليات بين الحين والاخر ورغم ذلك لم تتخذ اي اجراء لتوفير الحماية لهم وخاصة الايزيدين “.محاولا اقناعه بالقول : قبل نحو 11 عام ، ابائنا التقوا بالحاكم المدني للعراق (بول بريمر ) ، واخبروه باننا اقلية دينية ، لا نشعر بالامان في ظل تواجدنا في المناطق التي تسودها جو من الصراعات السياسية والدينية ، لذلك نطلب من الادارة الامريكية توفير حماية لنا ، فوعد ابائنا بتوفير الامن والحماية لهم ، وها انا ابن ذلك الرجل أتي اليك ، واقول تعرضنا لابادة جماعية ، اين وعدكم ؟ .لذلك اطلب واترجي منك ومن القائمين في الحكومة الامريكية ، ان تقوموا بحمايتنا ، لكي لا يأتي اليك والى من يخلفك في المنصب ابني ويقول : لقد طلب والدي منكم الحماية وانقاذه ولم تتوفروا له ، وها هو قتل في باحة منزله في سنجار (شنكال ) ، وانا ابن ذلك الاب أتي اليكم مجددا ، لكن هذه المرة لا اطلب منكم تأمين مناطقنا ، بل اقول لكم بانني اخر ايزيدي من سنجار ينجوا من المذابح . القنصل الامريكي ردا على الناشط الايزيدي : كنت ضابطا في الجيش الامريكي ، وكنت حاضرا في اجتماع وجهاء الايزيدية مع الحاكم المدني ، وباعتباري جنديا خدم 25 سنة في السلك العسكري وبحكم خبرتي ، لا نستطيع حمايتكم للابد ، حينها اخذنا ضمانات من الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان لتوفير الحماية لمناطقكم بناءا على طلب ابائكم الذين فضلوا البقاء مع الاقليم ، لكن يبدوا ان الاقليم لم يوفي بتلك الضمانات ، لذلك سنعمل على ايجاد سبل وضمانات اقوى لحمايتكم في المستقبل . وهكذا انتهى الحوار على طاولة المسؤول الامريكي دون ان يتخذ اي خطوة فيما يتعلق بحماية المكون الايزيدي من حملات الابادة الجماعية التي يشنها المتطرفون متى ما وجدوا ظروفا ملائمة . |