الهروب من الإصلاحات

 

المشهد السياسي في العراق متعثر وجامد وسط موجة إرهاب استهدفت الأسواق العراقية دون أن نجد من يطرح مبادرة واقعية تعيد العملية السياسية في العراق لسكتها المفقودة والتي أدت لنتائج سلبية على المواطن العراقي الذي يدفع الثمن كل يوم سواء عبر الإرهاب أو انعدام الخدمات في هذا الصيف الساخن. البرلمان حتى هذه اللحظة معطل ومعه تعطلت الحكومة وانعكس ذلك على الوضع الأمني الذي أزداد سوءا في ألأسبوعين الأخيرين،مما بتطلب من القوى السياسية أن تبحث عن مخرج للأزمة الكبيرة التي نعيشها نحن كشعب.

وأزمتنا اليوم أكثر من معقدة،أولها أزمة اقتصادية،والثانية أزمة أمنية،والثالثة أزمة سياسية جعلت فراغات كبيرة في العراق وتنذر بالخطر الذي يلوح في الأفق خاصة وإن الإرهاب يستثمر هذا الوضع وينفذ جرائم كبيرة ونوعية أدت إلى إستشهاد المئات من المواطنين في أيام قليلة وبالمقابل وجدنا تبادل اتهامات بين أطراف سياسية هي الأخرى كانت عاملا من عوامل التصعيد في شارعنا الذي لا يحتاج لتصريحات متشنجة بقدر ما يحتاج لهدوء وروية وعقلانية. وأربكت الشارع العراقي.  والأزمة الرابعة تتمثل بأننا قد نفقد ثقة المجتمع الدولي بنا كدولة وحكومة وعملية ديمقراطية كانت محل إعجاب وتقدير العالم.

السؤال هو ماذا نحتاج؟ما نحتاجه أن نصنع مبادرة وطنية مخلصة خاصة وإن ما يجري في العراق الآن ليس صراعا سياسيا بين الأحزاب ، بقدر ما إنه فجوة كبيرة بين الشعب ومن يحكمه وهذا ألأمر يتطلب وعي سياسي يستوعب التغير الفكري لدى الشعب الذي ربما الكثير من أبنائه يشعر بالندم لانتخابه هذا الطرف أو ذاك وينتظر لحظة التغير في آليتها الدستورية. وبالتالي على القوى السياسية أن تتفهم جيدا إن المرحلة الحالية مرحلة خاصة جدا في حياة الشعب العراقي الذي ولدت لديه قناعات كبيرة إن الإصلاح عملية أكبر من أن تقودها أحزاب وقوى سياسية كالتي توجد الآن في الساحة العراقية ،بل الإصلاح قبل كل شيء أن تتوفر إرادة سياسية وبما إن هذه الإرادة غائبة عن فكر ما موجود حاليا من أحزاب فإن الإصلاح يصبح مجرد شعار يرفعه الجميع ويتهرب منه الجميع أيضا