بحث في شخصية زينب (ع)... بقلم الشيخ عبد الحافظ الخزاعي البغدادي





الحديث عن زينب هو كالحديث عن الحسين {عليهما السلام} لان الجينات الوراثية التي حملها الحسين من أبويه علي وفاطمة {ع} حيث أنتجوا شخصيات إنسانية دينية فكرا وتجسيدا , فموقف الحسين في كربلاء وما أحدثته ثورته الكبرى , تشاركه العقيلة زينب بكل تفاصيلها ونتائجها.. أليك المعنى..
صفحة كربلاء تنقسم إلى قسمين .. القسم الأول انتهى برائحة الدم وعبق الشهادة وروعة الموقف, والقسم الثاني هي الصفحة التي نقلت الثورة خارج جغرافية كربلاء مكانا وزمانا, الصفحة الثانية لها دور قوي في نقل ملحمة الطف إلى الأجيال بشكله الناصح الزكي , لذلك أخذت زينب مساحة واسعة في تراث كربلاء لا تقل عن مساحة العظماء في الواقعة كالعباس والإمام السجاد والأكبر وغيرهم .. 
علماء الأحياء وعلماء النفس يرون أن للوراثة دورا كبير في رسم سلوك الفرد وتحديد الإطار الإنساني لمرجعيته وشخصيته, وللبيئة تأثير محدود إذا قيست بعوامل الوراثة , وزينب بنت علي جمعت بين النقطتين باتجاه السمو الإنساني , فهي وليدة أفضل أبوين وأفضل بيت ذكره القران والرسول الكريم , وأخت الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة , ترعرعت بين صلاة ونزول الوحي في بيت أبيها , أمها حبيبة الله يرضى برضاها ويغضب لغضبها والأب سيد الأنام بعد النبي {ص} ... وقد يظن البعض إن لها أخت لها تسمى أم كلثوم , في حين إن أم كلثوم هو لقب زينب وليس امرأة أخرى , هناك تحقيق عن هذا الموضوع , توجد رواية ليلة شهادة الإمام أمير المؤمنين {ع} ان الإمام كان يفطر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبد بن جعفر ..ثم تقول الرواية { لما كانت ليلة التاسع عشر من رمضان كان إفطار أبي عندي } هذا صحيح لأنها زوجة عبد الله بن جعفر . هذا يعني إن عليا يفطر عند أبناءه الحسن والحسين وزينب {عليهم السلام} فلا توجد بنت أخرى لعلي وفاطمة تدعى أم كلثوم, هي زينب.. فبيتها بيت النبي مهبط الوحي ومختلف الملائكة , وهذا لم يحدث لأي عائلة في الأرض غيرهم , بيت شريف في كل المعاني , في تلك الأجواء حملتها الزهراء سيدة النساء ورضعتها الإمامة والنبوة , ومهدها حضن سيدة النساء , وإذا أردنا الصعود للآباء , جدها أبو طالب سيد البطحاء وجدتها أم المؤمنين السيدة خديجة الكبرى .. جدها صاحب الوقفة أمام جيوش أبرهة , يوم أطلق كلمته أنا رب العير وللبيت رب يحميه هو الذي حرم على نفسه الخمر والزنا وسفك الدم بغير محله .. كان بيته حمامة السلام عند العرب , وهو الذي حفر بئر زمزم بعد أن أندرس تماما, هذا احد أجدادها عملاق من عمالقة التاريخ ... أما جدها أبو طالب , الحديث عنه حديث عن الإنسانية , والكتابة عنه هو كتابة عن بدايات رسالة السماء , الكتابة عن الأيدي التي رعت محمداً{ص} ليكمل دوره في التبليغ ونشر الإسلام تحمل شطرا كبيرا من الدعوة , هو المدافع , هو الدعامة التي يتكأ عليها رسول الله {ص}أمام الهجمات التي يشنها المكيون والمعاندون , عائلة زينب وأعراقها عمالقة التاريخ المتصلين بروح السماء , لذا حين نذكر زينب نريد ترجمة حياتها, لا بد أن نذكر هذه الشخصيات وما جسدوه من دور أنساني وديني أصبح حقيقةً دينية وشرعية , حين نكتب عنها لا بد أن نضيف أفعال ومواقف الآباء والأجداد لأفعالها ,حيث هناك ممن تنكر لدور آباءه ولم يسير على خطاهم وهذا حدث في بيوت عدد من الأنبياء . لذا نكتب عن زينب{ع} ونترجم حياتها لنعرف دورها وما قدمته للإنسانية وللتاريخ وما أعطته للدنيا ....
ليس صعبا عليك إذا فتشت في التاريخ وقارنت في سلوك العظماء من الرجال أن تجد معادن نادرة لا يقع تحت المغريات ولا تأخذه في الحق لومة لائم طوال حياته , لا يرهب سلطة , ولا يخشى قوة طاغية ظالم ,ولا ينثني لإرادة المغريات أو الخوف .. بل تفكيره أقوى من قوة السلطة وأدواتها التعسفية , وإرادته وإيمانه مشبع بالهدى والنور وتعاليم السماء , تخطيطه منطلق من نص القران , يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر , ويطلب الإصلاح في امة رسول الله{ص} ...هذه نماذج نادرة جدا ولكنها موجودة .. ولنا برسول الله {ص} مثلا حين تحدى كفة الباطل رغم ظروفه المعروفة أمام رهبة الجمع الكافر وقال: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله وموقف علي بن أبي طالب{ع} المشابه لهذه المواقف القوي عندي ضعيف حتى أأخذ الحق منه , والضعيف عندي قوي حتى أأخذ له الحق ويقول: والله لو تظاهرت العرب على قتالي ما وليت عنها هاربا هذه نماذج قدمت البشرية لمستوى أفضل من الملائكة , وفي تاريخ الأنبياء والأولياء نماذج كثيرة رغم ندارتها ولكنها موجودة ...
ولكن أن ترى في التاريخ كله ( امرأة مسبية قتل أخوتها وأنصارهم ) كل الظروف ضدها , أمامها جيش جرار تقطر سيوفهم من دماء أهلها , قلوبهم حاقدة كالجمر على أهل البيت {ع}, امرأة تشارك في معركة قادتها رجال فقدوا كل المقاييس الأخلاقية والإنسانية , يضربون الطفل ويخرمون أذن طفلة ويسرقون إزار امرأة ويمنعون الماء عن الأطفال , يضرمون النار في خيام ليس فيها سوى أطفال يتامى ونساء ثواكل , ظروف أقوى من بركان ثائر , أو طغيان البحر في الطوفان , لا يبقي ولا يذر ... في هذه الأجواء تتقدم زينب بثبات نحو الضحية .. تتقدم أليه ودمه لا زال يروي ارض كربلاء , رقبته تنقط من جراء الذبح , تضع يدها تحت ظهره , ترفعه قليلا نحو السماء , تريد أن تبرزه نحو الملكوت , لتعطي ساحة المعركة شرعية العطاء وتملأه بالحزن والدموع والموقف , تقول بكامل وعيها : الهي تقبل منا هذا القربان أي إنسانة هذه ..؟ أي مؤمنة برسالة دينها تقدم هذه القرابين وتتوسل الله أن يتقبل هذا العطاء....؟؟؟ ...
من جانب آخر للنظر إلى النساء اللاتي ذكرهن القران , كن في موقف أفضل من موقف زينب , بلقيس ملكة سبأ , ملكة محاطة بالرجال يأتمرون بأمرها, جيوش ووزراء وقادة , تأمر فتطاع تخطط فينفذ ما تخططه , تأمر وتنهي , وإذا بها تقف موقف الضعف والخوف والتردد حينما القي أليها كتاب لا تعرف مصدره ومدى قوة كاتبه, وما هي درجة عزمه , ربما يكون تهديدا فقط دون تنفيذ , ولكن القران يصفها كالشمعة التي تذوب , تشتعل وتنطفئ , ملكة لها تجربة سياسية مارست الحكم , مجرد أن القي إليها كتاب تغيرت وأصبحت بحالة خوف وانكسار نفسي... نقارنها بموقف زينب الأسيرة التي أدخلت على الطاغية الظالم الذي انتصر على جيش أخيها , صاحب النصر والصولجان تخاطبه بلهجة حيدرية أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول الله قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن ... هذه الكلمات تشبه رصاصات تتفجر في أذن الطاغية , حين خاطبته بابن الطلقاء , سحبت الشرعية من تحته , بينت حقيقته التاريخية وموقف آباءه من الإسلام ..
تلك هي زينب خريجة مدرسة علي وفاطمة عليهما السلام ... إذا تحدث ابن عباس حبر الأمة عنها يقول في حقها تقول عقيلتنا ... هذه المرأة ما صنعها التاريخ ولا الأحداث , لان الشخصيات تصنعها الحوادث والمحن والرجال تكتمل مواقفهم الرجولية حين يصطدمون بالحوادث الكبيرة , وإلا في الرخاء كل الشعارات فقاعات . الشدة تبين الرجل الصادق والمرأة الصادقة ... وزينب حين دخلت كربلاء هي امرأة بكل تفاصيل ( المرأة العظيمة) لذلك يسميها الكتاب بطلة كربلاء , والبطولة قليلة بحقها ...
سأكشف لك دورا واحدا من صفحة كربلاء ودور زينب ومسؤوليتها ... لما اختارها الحسين{ع} للمسؤولية الإعلامية بعد الثورة ... حين ودع العائلة الوداع الأخير كان الذعر والخوف يملا أجواء المخيم , حيث رائحة الدم وصور الأجساد المقطعة , وصراخ الأطفال , هذه الصور كلها أمام زينب تعيشها بتفاصيل دقيقة , ولكنها تسّكت الأطفال وتعطي شحنات من الثقة بالله تعالى ورعايته لهم في نفوس النساء , انشطر قلبها هنا شطرين ..
الأول تعلق قلبها بأخيها الحسين وهو يودع الدنيا في موقف تراجيدي يقف التاريخ فيه خجلا من أعمال جيش ابن زياد البربرية التي مورست ضد آل بيت رسول الله {ص} صورة لم تعرف البشرية مثلها , في الأجواء التي تحيطها والمسؤولية العظيمة التي تؤديها تلك الساعة ...
الشطر الثاني مسؤوليتها في حماية الإمام زين العابدين{ع} بقية الباقين من سلالة النبيين ... حين خرج أخوها إلى المعركة بعد الوداع الثاني كانت تنتظر الفاجعة بقلب أقوى من الصخر وصبر تخر الجبال أمامه ساجدة ,تنتظر الكارثة العظيمة بقتله .. لذلك حين سمعت صهيل الجواد ورأته عاريا علمت إن مسؤوليتها بدأت في الجهاد , بصفحة كربلاء الثانية التي ستتولى دورها, الآن قد حانت .. تفاصيل الموقف يبينها الإمام المهدي {عج} في زيارة الناحية المخصوصة لجده الحسين{ع} تعطي بعض تفاصيل الدقيقة لما جرى تلك اللحظة ولما عاد جوادك إلى الخيام وهو يصهل صهيلا مدويا, والسرج عليه ملويا , خرجن من الخدور , على الخدود لاطمات وبالويل نادبات والى جسدك مبادرات في تلك اللحظة التي شحنت فيها العواطف حدا لا يوصف فقدت زينب السيطرة على تنظيم العائلة , بمعنى إن الأطفال والنساء هرولن نحو أبي عبد الله {ع} بغير شعور لغايات عديدة ,واحدة تريد أن تصل أليه وبه رمق تكلمه عن حالتها , وتلك تودعه الوداع الأخير , وتلك تريد أن تفديه بنفسها ... العائلة كلها عرفت إن الإمام جديل , وزاد الموقف شراسة وهلعا هجوم الخيل على المخيم وقاموا بنهبه وحرق الخيام انتقاما من الحسين ,هنا وقفت زينب فوق التل المعروف الآن باسمها , التل الزينبي, ونادت بصوت عال يا حبيبي يا حسين , نور عيني يا حسين إن كنت حيا فأدركنا , وان كنت ميتا فأمرنا وأمرك إلى الله هذه الخيل وصلت إلى المخيم ثم رجعت إلى الإمام زين العابدين {ع} لتقوم بدورها في حمايته .... هذا موقف لا ولن يتكرر مع أي امرأة في العالم ... 
ولو أردنا أن نستذكر مواقفها ونبحث في شخصيتها سنجد المزيد , فهي ليست كمن يرقع له الكُتاب دورا ليصنعوا منه بطلا ليس له حقيقة , في تاريخنا عدد كبير ممن هربوا أثناء القتال وتركوا رسول الله {ص} وتركوا أخوانهم المسلمين يلاقون مصيرهم أمام سيوف المشركين, وقد ذكرهم القران ووبخهم على مواقفهم الانهزامية فقال: يا أيها الذين امنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار يعني كانوا أزمة أمنية في المعارك يهربون بمجرد اشتداد القتال, وفي الحوادث التي لا تحتاج سل السيف ولا قتال , يقولون للنبي {ص} يا رسول الله دعني اقتله , فيردهم الرسول عن ذلك ..!! يأتي التاريخ يبني لهم مجدا زائفا تاريخا مبنيا على دجل وكذب , رغم ذلك يطبلون بمواقفهم وشدتهم ودفاعهم عن الإسلام , والقران يقول إنهم ينهزمون ..!!! 
وزينب وقفت أمام طاغية العصر وفرعون بني أمية يزيد بن ابي سفيان, حين قرع ثغر الإمام أبي عبد الله{ع} بنشوة الخمر والنصر يقول :.....
ليت أشياخي ببدر شهدوا . جزع الخرج من وقع الاسل
لأهلــــــــوا واستهلوا فرحا ..... ثم قالوا يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم ......وعدلنا ميل بدر فاعتدل 
ففجرت المكان قصر الطاغية حولته إلى منبر إعلامي يدين الذين أسسوا الدولة الأموية الظالمة ومن ناصرها إلى يوم الدين , وتفضح كذب الإعلام الأموي وزيفه وتغيير الحقيقة , حين خاطبت يزيد بحقيقته كما تراها على حقيقتها قالت : الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله واله أجمعين , صدق الله سبحانه حيث يقول{ ثم كان عاقبة الذين اساؤا السوأى ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون} أضننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى ,إن بنا على الله هوانا وبك عليه كرامة , وان ذلك لعظيم خطرك عنده , فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا , حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور متسقة , وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا , فمهلا مهلا لا تطش جهلا .... الخ 
هذه ليست كلمات ترد فيها على ضرب ثغر أخيها , لم تتوسل إن يترك الضرب لثغر أبي عبد الله كما يتوسل الاسارى , لأنها سليلة بيت يعرفون مسلسل الاعتداء على بيت النبوة ومهبط الوحي , تعرف أن تقرا التاريخ والظروف التي مرت بالرسالة السماوية .... منذ اغتصاب أبيها الخلافة وتخاذل الناس عنه رغم وجود حزمة كبيرة من النصوص التي تشير لخلافته ... جاءت صورة مصيبة هضم أمها الزهراء {ع} حقها وكسر ضلعها , وسم أخيها الحسن وتخاذل شيعته عن نصرته والوقوف مع الحق , حتى اجبر أن يتنازل إلى طاغية العصر معاوية عدو الإسلام الأول , لم تثار بكلماتها وردها على يزيد لأنه قتل أخاها وسبا عائلته وأطفاله وضرب ثغره ... زينب كانت بخطبتها تبين {{موقف الخط الثابت على نهج رسول الله –ص- الخط المتمسك بالنص السماوي}} مقابل {{مدرسة الاجتهاد والتبدل مقابل المصالح الذاتية حتى لو تعارضت مع نص الكتاب وسنة رسوله}} ... (هنا كانت المواجهة بين ممثلة مدرسة المتمسكين بالنص القرآني زينب بنت علي , وبين مدرسة التبدل والاجتهاد المتمثلة بيزيد بن معاوية ) فقالت له قولا اثبت التاريخ صحته وصدقه قالت: فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك , والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا , ولا يرحض عنك عارها ,وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد ) 
هذا لو أردنا اعتبار زينب اعتبارها ممثلة للبيت الهاشمي وهي جديرة بالتمثيل لهذا الخط لان الحسين عليه السلام اختارها لهذه المسؤولية , كان اللقاء بين المدرستين في المسجد الأموي حيث يقام الاحتفال بنصر يزيد المزعوم , الذي أثار اللقاء قول يزيد لأهلوا واستهلوا فرحا... ثم قالوا يا يزيد لا تشل ..فأصبحت كلماته وثيقة من وثائق التاريخ , تعطي كل جهة نظرتها للإسلام .قول زينب وما تحدثت به , وقول يزيد وما أراد أن يبينه للناس من موقفه من الرسالة المحمدية بقوله في بيت الشعر المذكور ..
يقول ابن أبي الحديد في شرح النهج ج1 ص 463 طبع مصر { طعن كثير من أصحابنا في دين معاوية , وقالوا انه كان ملحدا , لا يعتقد النبوة ونقلوا عنه فلتات كلامه ما يدل عليه } وابن الأثير ينقل في تاريخه ج2 ص93 بقوله{ وجده صخر – أبو سفيان- هو القائل للعباس يوم فتح مكة – إن هذه ملوكية – فقال له العباس ويلك يا أبا سفيان إنها النبوة . وبترجمة معاوية في كتاب هدية الأحباب ص111 بترجمة البهقي يقول { وفي معاوية يقول احمد بن الحسين البيهقي , خرج معاوية من الكفر إلى النفاق في زمن الرسول-ص- وبعده رجع إلى كفره الأصلي .} هذه حقيقة المدرستين التي التقتا في جامع الأمويين بالشام في ظروف اسر آل بيت رسول الله {ص} والإنسان ميال إلى فكره وتربيته وثقافته , فلا نستكثر على يزيد قوله وموقفه ضد حروب الرسول –ص- لأباءه في بدر واحد والخندق , وموقف تلك المدرسة التي خططت حين وصولها إلى مراكز السلطة ان تبعد أي امر يتعارض مع مصالحهم الذاتية , ويزيد رجل لا يختلف عن سابقيه , دليلنا قول النبي –ص- : يقاتل رجل بعدي على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله فقال ابو بكر أنا يا رسول الله.؟ قال :لا .. فقال عمر أنا يا رسول الله..؟ قال لا .. إن الذي يقاتل على التأويل خاصف النعل يقول ابن عباس كان علي {ع} يخصف نعل رسول الله {ص} .وحين يصف الرسول الكريم المقاتل على التاويل بكلمة كم قاتلت يعني انه مثله لا يجتهد فيصيب ويخطأ , وهو دور الأنبياء بعده يمثله علي بن ابي طالب {ع} . فالبحث عن شخصية زينب هو البحث في شخصيات كل من المدرستين , فلا فرق بين موقف علي والزهراء والحسن والحسين وزينب ... من هنا يجب ان نعرف هذه الشخصية .....