مُقعد ومسطبة على جسر الجادرية |
في الطريق الى عملي اليومي أشاهد كل يوم ذلك الرجل المسن المقعد على كرسيه المتحرك، يتكرر المشهد أمامي كلما يقترب خط سيري من الحاجز الأمني المنصوب على جسر الجادرية ، حتى صرت أبحث عنه وسط زحمة من الباعة المتجولين ومثلهم من المتسولين. تصوروا عندما لايصادف وجوده أمامي مباشرة أصوب نظري يميناً وشمالاً بحثاً عنه ويبدو لي أن تكرار المشاهد يولد تالفأً ذهنياً في العقل الباطني للأنسان يعجل حضور الصور المألفوفة حال ملامستها لذات المخطط المحفوظ ذهنياً، فمن يدري ربما الرجل ودع الحياة وهو يصارع المرض الحتمي الذي يلم به، له ساق واحدة وأخرى بترت لسبب أجهله، في عز الصيف وقيظه وريحه الجافه الحارقة يدور بعجلته المتحركة بحثاً عن رجل عطوف أو إمرأة حنون تدس في يده ما قسم الله بعلاه له، في الشتاء أيضاً يعاني تقلبات الطقس وتعجرفه أحياناً لكنه صامد يتحمل هبوط المطر وكأنه يقف أسفل دوش في حمام منزلي مترف، كنت أتكلم مع نفسي بسببه متسائلا هل يعقل أن يكون هذا الرجل المسن مقطوع الشجرة كما يقال لا ولد يحن عليه ولا بنت تداوي جرحات الزمن التي حفرت أخاديدها على أجزاء من جسده النحيف، لا أدري، واذا كان الأمر كذلك فكم مسوؤلا يمر يومياً من هناك، هل يعقل لا أحد منهم يراه من خلف زجاجات السيارات المصفحة والمظللة زجاجاتها بالون الأسود، لماذا لايتوقف أحدهم وينظر في أمر هولاء ربما يستطيع مساعدتهم، فمثلهم طلباته لا تتعدى حياتهم البسيطة التي يعيشونها، أما الرجل المسن المقعد فهو بحاجة الى من يأخذ بيده اى دار المسنيين وينتهي الأمر، وبذلك ننقذ حياته من موت مفاجئ ربما بدعسة سيارة من شاب متهور ( سكران ) .أكمل الطريق عبورا الى نهاية تقاطع الجامعة وتتكرر مشاهد النفايات في طرفي الجسر، فالجسر صار أحد أمكنة الترفيه والتصوير للعديد من الشباب والشابات والعوائل، يصفون عجلاتهم على جانبيه ويقفون مبهورين بالمشاهد الخلابة والاجواء الليلة الجميلة والأنارة القريبة والبعيدة، المواطن يبحث عن متعة مجانية لا تؤثر على جيبه المرهق بقائمة طويلة من المصاريف اليومية والشهرية والأقساط والسلف، من حقه أن يعيش حياته كما يريد، ويفترض أن تتولى الجهات المعنية متابعة أماكن تواجد الناس بخاصة اذا كانت يومية لتوفر فيها وسائل راحتهم من مساطب وحاويات نفايات وغيرها، هذه هو المفروض وكل يوم أقول مع نفسي أن أمانة بغداد ستنتبه للموضوع، أو محافظة بغداد، وتمر الأيام ولا حياة لمن تنادي، اذا كان الأمر كذلك أسمحوا للمتبرعين أن يسهموا في تجميل جسر الجادرية، واعرف شباباً لديهم الرغبة في تجميل مناطق مختلفة من بغداد وليس الجسر وحده، المطلوب فقط موافقة الجهات ذات العلاقة.وثاب شاكر نائب عراقي أستطاع بجهد شخصي أن يقدم خدمات جليلة للنازحين بما فيها توفير مدرسة أبتدائية وعلى نفقته الخاصة ويستحي ان يطلب من أصدقائه في الصحافة الكتابة او الإشارة للموضوع تحسباً من الدعاية التي لا يبحث عنها، بيننا ناس وطنيون لديهم الرغبة في تطوير وطنهم وللأسف بيننا أيضاً من يعمل العكس وهو يظن أنه يخدم الوطن كفانا الله شر داعش وهولاء معاً. |