أية معارضة نريد؟ |
تابعنا جميعا مؤتمر إنقاذ العراق الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس منذ أيام ،تابعناه ليس لأننا مؤمنون بوجود معارضة سياسية حقيقية من شأنها أن تنقذ العراق من وضعه الحالي ،ولكن متابعتنا جاءت لإيجاد مقارنة بسيطة بين معارضة اليوم التي ربما تقفز للسلطة بعد سنوات ،وبين معارضة ألأمس التي قفزت للسلطة الآن وهذه المقارنة من حق المواطن العراقي أن يعملها لإن المعارضة تصنع من الخارج. وصناعة المعارضة خارجيا أمر خطير جدا لأنه يرتب عليها إلتزامات كبيرة إزاء الدول التي دعمتها واحتضنتها ،وبالتأكيد معارضة ألأمس التي كانت متوزعة في عدد محدود من العواصم ليس من بينها دول عربية ومن يحكمون العراق الآن يحملون جنسيات هذه الدول وبالتأكيد لديهم ولاء لهذه الدول على الرغم من إن وصولهم للسلطة تم عبر صناديق الاقتراع وأصوات الناخبين العراقيين الذين ندم الكثير منهم على الصوت الذي منحه ولدى الناخب العراقي رغبة شديدة بالتغيير في المستقبل القريب جدا. اليوم ولدت معارضة عراقية في الخارج ،على الرغم من إن العراقي كان يتمنى ولادتها من رحم العملية السياسية في العراق خاصة وإن هنالك مقومات ولادة معارضة في العراق دستورية لا شائبة تشوبها ولا أقاويل تحاك ضدها ولا دول تدعمها. معارضة عراقية شعبية أكثر مما هي سياسية والجماهير العراقية التي تخرج كل جمعة غاضبة على حكومتها وبرلمانها هي بالتأكيد لن تنتخب أحزاب السلطة الموجودة الآن على اعتبار إنها تظاهرت ضدها ولا زالت تتظاهر وستبحث عن البديل الحقيقي النابع من رحم المعاناة العراقية وليس معارضة تولد خارج العراق لكي تحكمه فيما بعد أو تتشظى لأحزاب وفرق وملل بعد وصولها للعراق كما تشظت المعارضة السابقة (الحاكمة الحالية) لأحزاب وكتل وتيارات لم نعد نحفظ أسمائها لكثرتها. السؤال أية معارضة نريد؟ الشعب العراقي يريد معارضة منتخبة من الشعب حتى إن كانت بعدد محدود من المقاعد ، معارضة من شأنها أن تراقب وتحاسب وتكون مرآة صادقة بدل أن يترك فراغ المعارضة بمفهومها الدستوري شاغرا ومغيباً عن المشهد الديمقراطي في العراق بعد كل هذه السنوات ، وتجربتنا الحالية عبر الغضب الشعبي من شأنه أن يفرز لنا نخباً سياسية لأن تشغل مقاعد المعارضة بوصفها ممثلة للشعب العراقي وليس لغيره خاصة وإننا جميعا ما قبل عام 2003 كنا نتصور إن (معارضة الخارج) ستمثلنا ولكن خاب أملنا عندما لم نجد صدى لنا في عقلية هذه المعارضة التي لم تمثل حتى الأدبيات التي كانت تؤمن بها. |