عشبة الخشخاش المخدرة تزرع بكميات هائلة في امكنة اسيوية كثيرة ومنها وحسب الكمية ووفرة مزارعها في افغانستان والهند وتايلند وايران والفلبين ومينمار وباكستان . فأذا كان الحشيش والمخدرات ( المارجونا )يزرع في كولمبيا والمكسيك مثلا فأن النفع فيه يعود الى كارتلات ومافيات اجرامية ومسلحة وتدار من قبل عائلات كما آل كابوني الايطالية في امريكا ونابولي وصقيلة وروما في ثلاثينات القرن الماضي ، فأن خشخاش اسيا يرتدي بوضوح اللباس السياسي المتدين عندما تستخدمه الجماعات المتطرفة والحكومات في تمويل انشطتها القتالية التي ترتفع فوق رؤوس مقاتليها رايات الجهاد وقتال الحكومات التي نصبتها امريكا وحلفائها الاطلسيون. اباحت طلبان لنفسها ان تجعل الحشيش ( المحرم ) أسلاميا ليمول حربها مع الدولة وامريكا ، واباحت بعض الدول الاسيوية التغاضي عن الاف الدونمات المزروعة من الخشخاش المخدر لذهب الى دول اخرى بعيدة ومجاورة لزعزعة الاستقرار فيها ومن النافذة السياسية . الخشخاش الافغاني الاخضر يرتبط براية الجهاد الخضراء وكأنهم يبررون ذلك الاسئلة الفقهية التي كانت تقدم من طلبة المدارس الاسلامية في الباكستان التي تعتبر المغذي العقائدي والبشري لحركة طلبان والتي تقول : مادام الخشخاش حرام كما الخمرة والميسرة فلماذا نزرعه ونبيعة . فكان رد الشيخ الفقيه في طلبان :ان الغاية تبرر الوسيلة . تلك الغاية مبررة باطلا في قندهار وكابول والمدن الاخرى . ولكن مبرر انتشاره في العراق مثلا بعد 2003 انما هو قائم على قصد محفلي غامض وخطير يُراد منه تدمير البنية الفكرية وتمزيق النسيج الاجتماعي وابقاء فوضى الحياة وتشتت القوة الشبابية التي يمكنها ان تقود الثورات في وجه الجوع ولصوص الفساد ومدعي التدين الزائف وسياسوا الرواتب العالية والصفقات الفاسدة . وربما هناك من جرب سرا بتأسيس مزرعة صغيرة لتلك النبتة القاتلة بين مزارع الطماطة والخيار والبامية والباذنجان والبطيخ ، ولآن شكل النبتة غير معروف فأن اي احد حتى الشرطة وموظفي دوائر الزراعة والري لايعرفون طبيعة تلك النبة. سيتطور الامر حتما ، مع الاعتراف الحكومي بأنها توسع في جهاز مكافحة المخدرات وسط التغاضي والتباطيء عن هذه التجارة السرية التي تنشط في امكنة حساسة ومهمة من البلاد. الخشخاش الافغاني والايراني يأتي عبر الحدود البرية عندما يعجز الشرطي المسكين في معبر الشلامجة وزرباطية والفكة من تفتيش سيدة مبرقعة ولايظهر من وجهها أي شيء . تباطئ وتغاضي الدولة عن هكذا آفة بقصد وغير قصد ينمي وببطئ في جسد الشبابية العراقية جمالية الادمان على الشيء الرخيص والمتوفر في الازقة السرية والأمكنة الموبؤة والملاهي الذي سينسيهم عذابات وعوز الحياة التي يصنعها الفقر والتهميش والبطالة وما تغري فيه قنوات الغناء والافلام المغرية وجمال نساءها ، والروابط المتاحة في البيوت ومقاهي الانترنيت للافلام الاباحية . فعندما يجتمع الجنس مع الفقر فأنا جهة الضياع والتمتع بتلك الاشياء المحظورة وصانعة المتعة السكرانة وحدها من تكون متوفرة في مناخ تختلط فيه الاوراق وتضع البلاد والحكومة اولوياتها في محاربة الارهاب وترتيب بيت المحاصصة والمصالح ومجابهة الرفض الشعبي في تظاهراته الحاشدة. آفة الخشاش الأفغاني التي تصدرها طلبان تحت شعار فتوى قتل الملحدين ، تنتشر اليوم بطاهونها المدمر في اوساط الشباط بأشكال وانواع شتى من الكبسولة والحبة الملونة والامبولة التي تحقن في الذراع الى شكلها الورقي الملفوف في السكائر . التحذير العلني من هذا لا تريد الدولة ان تشجعه حتى لاتضطر للاعتراف بوجودها امام الرأي العام . وعموما فأن الخشاش الافغاني الذي سنكتشف في يوم قريب أن داعش صار واحدا من زارعيه ومصدريه من خلال انشاء مزارعه في الرقة واطراف الموصل يكون قد دخل لعبة تهديم الروح والجسد للشباب العراقي والسوري .وحتما يكون جواب اي رسالة للفتوى حول زراعة هذا الخشاش يكون الجواب الفقهي الباطل : الغاية تبرر الوسيلة .
|