معركة الفلوجة حسابات الداخل والمعادلات الأقليمية

 

منذ انطلاق معركة تحرير الفلوجة في 23/5/2016 وما تبعها من مؤشرات ومعطيات ميدانية تبشر بانتصارات كبيرة لصالح الجيش العراقي والقوات المتجحفلة معه من حشد شعبي وشرطة اتحادية وابناء عشائر الانبار وقوات جهاز مكافحة الارهاب ، والحسابات السياسية والامنية في الداخل العراقي تتجه اتجاها” ايجابيا” نحو دعم وتأييد الجهد العسكري الميداني غرب العاصمة بغداد . .. حتى أن مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك شهدت زخما غير مسبوق من المغردين والمدونين لدعم العمليات العسكرية في قاطع الفلوجة . الا أن ما يهم الداخل العراقي على صعيد المشهد العسكري في الانبار هو القوة الكبيرة والكفاءة العالية والاندفاع القتالي لقواتنا المسلحة والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية وشرطة الانبار ! هذه القوة التي غيرت من معادلات التوازن العسكري بشكل لم يسبق له مثيل منذ حزيران 2014 ، حيث اثبت المقاتل العراقي قدرات فائقة في القتال والتعامل مع التكنولوجيات العسكرية الحديثة في ظروف قتالية صعبة وأمام عصابات ارهابية شرسة مدربة على فنون قتال حرب العصابات والجيوش الجوالة فيما يعرف بحروب الجيل الرابع . الامر الذي لابد لكل القوى السياسية العراقية  التي كانت تراهن على وحدة العراق الوطنية من أن تعيد حساباتها الداخلية لان هناك باتت قوات مسلحة كبيرة ومقتدرة تضمن وحدة وسلامة التراب العراقي من زاخو حتى الفاو ومن خانقين حتى الرطبة . أما على الصعيد الاقليمي فان معادلات التوازن العسكري وحسابات الصراع الاقليمي لابد لها أن تقف وتعيد حساباتها على ضوء ما تحقق في محافظة الانبار وما سيحصل انشاء الله قريبا من نصر في مدينة الفلوجة … فالقوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي باتت ارقاما” صعبة على صعيد جيوش المنطقة خصوصا” في اطار ما يسمى بالحرب على الارهاب  لاسيما تنظيم داعش الارهابي الذي راهنت على بقائه بعض القوى الاقليمية بغية تغيير الخارطة السياسية في منطقة الهلال الخصيب(العراق وسوريا ولبنان) بالذات ! وعليه فان الحقائق التي تفرض نفسها على الارض اليوم هي غير تلك التي كانت على الارض خلال السنتين الماضيتين ، واذا كان ثمة من يشكك بقدرة العراقيين على حماية وحدة الاراضي العراقية فانه عليه ان يعيد حساباته اليوم ..!ان محاولات بعض الدول الاقليمية المجاورة للعراق تجيير ما يتحقق من انتصارات عسكرية على الارهاب لصالحها ما هو الا سرقة  لجهود العراقيين من جيش وحشد شعبي ، واستهانة بالدماء الزكية الطاهرة التي بذلها ابناء العراق في سبيل درء خطر تنظيم داعش الارهابي ، فمن غير المنطقي والمعقول أن حربا” بهذه السعة والتعقيد وجهود عشرات القادة والآمرين من هيئات الركن والمجاهدين الابطال في الحشد الشعبي تختزل باسم شخص أجنبي واحد !  تحية لكل ابطال الحشد الشعبي والجيش العراقي الباسل والشرطة الاتحادية وابناء عشائر الانبار الشرفاء .