إنتصارات البيشمركة لمن؟

 

 لكل نصر حلاوة ولكل فعل بطولي معان على كبره عظمة تسمو بالانسانية الى طرق السلام والمحبة والتأزر والتلاحم القومي والوطني واذا كانت البيشمركة اليوم قد اصبحوا اطوادا شامخة بوجه الشر والطغيان الداعشي اللئيم انما هو انتصار لقضية شعب كردستان الذين حباهم الله واختارهم لهذه المهمة الانسانية النبيلة لان مقاتلة داعش وانهاء وجودها وافكارها المسخة انما هو جهاد من أجل احلال السلام في العالم من خلال تمشيط الارهاب وافكارها المسمومة لان الارهاب الداعشي هي وليدة فكر متطرف بعيدة عن المرتكزات الانسانية وخيارات الشعوب في العيش الامن والاستقرار العالمي وتلاقي الحضارات وعليه فأن الافكار الداعشية مأساوية حين تدب في اركان المجتمعات لانها افكار هدامة تؤخر في صنع الحضارة وتحيل كل سلام الى جمر ونار محترقة لاتبقي اثرا للسلام في العالم . وحين نتساءل لمن انتصارات البيشمركة انما نريد ان نقول لكل اولئك المتاجرين والسفهاء ان البيشمركة قوة قتالية انسانية قبل أن تكون قوة محسوبة على طرف دون اخرى انها بيشمركة كردستان وفدائيوها الذين مازالوا على نفس النهج الذي رسمه لهم الاب الروحي للكرد الملا مصطفى البارزاني الخالد الذكر حيث بدأ عصيانه وثورته من أجل احلال السلام وانتزاع الحقوق المشروعة للشعب الكردي وكان شعاره في بداية الستينات من القرون الماضية الحقوق القومية للكرد والسلم والتعايش السلمي للعراق فأنه انطلق من شعار ما أجمله واروعه وهي اليوم مطالب جميع شعوب العالم ولهذا جاءت الوقفة جادة من الجميع لمحاربة الفكر التطرفي الداعشي المبطن بسياسة نكراء مروعة هددت السلم العالمي.

ان انتصارات البيشمركة هي للانسانية قبل أن تكون لحماية ارض وشعب كردستان ولابد لجميع الاطراف ان تعي هذه المسألة الحساسة وان لاتربط انتماءاتها وايديولوجيتها الحزبية بالواقع السياسي المعاش لان التركيز على الانتصارات الحالية والمستقبلية حالة معززة لاستتباب الامن والاستقرار وهي بالنتيجة ستدر على كردستان بالخير العميم وعندها ستتم تسوية كل الخلافات السياسية ان كانت موجودة اصلا لان البعض يحلو لهم تسمية الاختلافات بأنها سياسات معرقلة لتقدم وتطور المجتمع وهم اعلم من غيرهم ان الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية كما وان هنالك ممن يريدون التصيد في المياه العكرة لمقتضيات مصالحهم ومنهم من يريد الخروج عن الاليات الدستورية المتفق عليه والمستفتى من الشعب وتلكم ورب العباد من اسباب تعميق الخلاف والهوة بين شعبنا الصابر المحتسب الذي يقاوم اعتى واشرس عدو الى جانب مؤامرات بعض الدول التي لا تريد للكرد ان تكون صاحبة امرها في دولتها المرتقبة ولكن انتصارات البيشمركة الابطال ستمسك بزمام الامور وسيكون الاستفتاء الذي دعى اليه رئيس اقليم كردستان الصيغة المثلى لبرنامج حقيقي ضمن المسار الانساني والحقوق المشروعة لشعب كردستان الذي يناضل ويضحي بأبنائه من أجل اليوم المجيد في سفر تاريخه التليد .

ان على الاطراف الكردستانية العودة الى رشدها فالمؤامرة الداعشية وبعض الدول اكبر مما يتصورون فأن بناء البيت الكردي واعماره بالثقة والعمل الجمعي اهم خطوة في طريق تحقيق الاهداف والغايات التي يعمل الجميع لتحقيقه وان قادم الايام هي التي تفرز الصادق من المنافق والله من وراء القصد