الداخل المغيّر في مبتنيات الموروث العراقي

 

من الضرورات مراجعة الفكر بتقادم الزمن وبحكم المستحدث الداخل لاي مجتمع . تشذيب الموروث الذي ربما كان في زمان متقادم صح كمعتقد او تقليد سائد بيد انه بات لايتراجح عقليا ومن دون موائمة لمجتمع جاء بعد 100 او 200 من السنين فكيف بعد ال 1000 من السنوات ؟ . اذن لابد من تشذيبه . المجتمعات تتغير تبعا للداخل اليها من حضارة او تخلف . ونقول تخلف كوننا لمسنا تراجع المدنية المتحضرة بقوام التحضر بفعل ابتكارات البشر الى تخلف محظ اطر ببرواز التدين السياسي .  لذا وجدنا المجتمع العراقي تغير لمتخلف عقلي داخل تمثل بنظامين احداهما معترف به اغار على المناطق الوسطى والجنوبية من العراق وبما عرف ب ” النظام السياسي الجديد ” . واخر اغار على المناطق الغربية وبما هو معروف ب ” الارهاب المتمثل بمسمى داعش ” والذي تاثرت به بعض من اجزاء العاصمة العراقية بغداد ايضا . اذن نظامان جاءا بعقلية المتخلف من الفكر كون الهيكل البنيوي لهما ارتكز على نحر الانسانية بمقصل المذهب والطائفة وحتى يستغرقا اتم الوقت من اجل تنفيذ اهدافهما سوية ، مع ان النظامين عبارة عن خطوط اولية رسمت في غرف مخابرات الدول الاقليمية . نأتي  الان الى ماتحقق من اهداف لكلا النظامين . فبالنسبة للنظام المعترف به دوليا ” . كان قد حقق نجاحا في مطاولته ل 13 سنة من الحكم والى الان . بيد انه خسر مقومات المطاولة لابعد من 10 سنين قادمة ، كونه خسر قناعة الفرد العراقي بالنظام ككل وبالتالي الفكري الجمعي بات رافضا للمحاصصة الركيزة في بنية النظام ، وناقما بذات الوقت على كافة رموز العملية السياسية ولكافة الطوائف والقوميات . اذن فشل المشروع الاسلامي  بعد اسلمته وتغليفه بما سمي بالديمقراطية الحزبية التوافقية . وهل القناعة لاتعبر عن فكر صاحبها الا بعد حضور مترسخ عقلي موجود وليس ظني ؟ . ربما يقول قائل :  لم يتغير ، الشعائر لازالت تقام وعلى اتم وجه وبسلاسة لم يشهد قيامها شيعة العراق في 500 سنة الماضية . والحوزة لازالت باقية ونظرة المجتمع لعلمائه الاكابر هي هي ، نعم ربما كان هذا في ظاهر القول له جانب من الصحة . لكن هل يصح ان ننظر الى جانب واحد من التمثال لنقول بعدها ان التناظر اوجب التشابه والتكامل لكليهما اي لجانبيه ؟ . حتما الاجابة بلا . ربما تتواجد ذات الضربات في كلا الجانبين لكن من يضمن حملهما لذات الالوان ؟ . اذن فلا يصح التنظير على المتغيرات التي طرأت على الموروث العراقي بعد 2003 والى الان ، ونقول عنه انه موروث متكامل مع موروثات عشرينيات المجتمع العراقي ، نعم ظاهرا ربما يوحي اليك ذلك لكنما الحقيقة تقول خلاف ذلك . فالمؤدي للشعائر في عشرينيات القرن الماضي ليس على سجية وفطرة من اداها بثلاثينياتها ولا اربعينياتها وهلم جرى حتى بداية القرن 21 فكيف بها الان وهذا الكم من العناصر المتغيرة التي دخلت الى بيئة الشيعي المتحضر بعد 2003 ؟ . اذن ماعاد ذات الفهم ولا القناعة بالشعائر .ثم هناك  الاخطر  فانقسامات الشيعة على تقليد واتباع شخصيات بمسمى القادة دونما ان يكون اي منهما حاصلا على اجتهاد ديني ولا يملك صفة مرجع ديني . ومنه تشرذم الشيعة الى موالين الى هذا المرجع او ذاك وهذا القائد الديني او ذاك  . واين بات الموروث الديني او الجمع المجتمعي والمرجع الاعلى بعد ان بح صوته وهو يدعوا الساسة الى الاصلاح ؟ ،  بينما كان العالم الديني في عشرينيات القرن الماضي ان تحدث بجملة بين خواصه تصبح فتوى تذوب معها قناعات الناس وتطبق ك موروثة نابعة من سوس تأريخي مسحوب الى فترة العهد الاول للاسلام  ؟ . .  ولنأتي الان الى ” النظام الغير معترف به ”  الذي تمثل بالارهاب الذي ضرب اطناب المنطقة السنية ، حيث الجميع شاهد ” المتغير السلفي المتشدد الداخل الى مناطقهم ” والذي غذى عقول الكثيرين بالكراهية والتكفير للاخر . فتغيرت لديهم الثوابت وراحوا يؤمنون بصبي وطئه شيخ فاستفحل واستحال الى عالم من علماء المسلمين ليشار اليه بالبنان . وليأخذوا منه الفتوى بعدئذ ، فهل طباع وموروثات الفرد السني بقيت على حالها ولم تتغير ؟. ايضا لا . اذن وكما نوه ابن خلدون بمقدمته من ان الحضارة كسيل جارف تلج المجتمعات دونما شعور فتتغير طبقها الطباع والتقاليد والموروثات المجتمعية . فلا شيء ثابت بعد ذاك مادام هناك زمن يسري على سكة قطار البسيطة .