مشروع دار الأوبرا ومخالب الفساد |
ولان الفساد في العراق عام لا يستثني اي مفصل من مفاصل حياتنا ألا واقتحمه ودنسه وهد اسس بنائه وصيرورته فكذلك الثقافة لم تسلم من الفساد بل لعلها تكون متميزة في بعض جوانبها ومن هنا فان هيئة النزاهة النيابية قد اعلنت مؤخرا انها بصدد فتح ملف دار الاوبرا العراقية الذي خطط لا نشائه ورصدت اليه التخصيصات اللازمة لكن لا نعلم ماهي الظروف التي وقفت حائلا دون تنفيذه وحتما افة الفساد هي السبب وعليه فأحاله هذا الملف الى هيئة النزاهة وفي خطوة متأخرة لكنها قد تكون فاعلة بدفع احد ملفات الفساد الى هيئة النزاهة للكشف عن ما اختبأ حول مشروع دار الاوبرا الذي كلف الدولة اكثر من 150 مليون دولار دون ان نرى حجرا واحدا بني لآجل هذا الصرح الذي نحن بأمس الحاجة اليه ليضيف لحياتنا رونقا حضاريا راقيا بالضد من الاصوات النشاز التي تعلو هنا او هناك لكبح جماح مشاعر موطنيننا وشغفهم بالموسيقى ولهذا فان طرح هذا الملف للبحث والتقصي حول الاموال وأين صرفت مسالة مفرحة حقا رغم تزاحم الملفات الثقافية الكبيرة التي يحاول الفاسدون في الثقافة ان يوصدوا الابواب حولها بغية اقتحامها وكشف الفاسدين فيها والأموال المنهوبة المرعبة التي استولى عليها هؤلاء كما في ملف النجف عاصمة الثقافة الاسلامية او بغداد عاصمة الثقافة العربية والتي صرفت فيه اموال مهولة تبلغ مئات الملايين من الدولارات دون ان تحقق اي هدف حيوي مما نتطلع اليه في الارتفاع بقيمنا الثقافية وبنيتنا التحتية المخربة والتي لا تسر المواطن العادي وليس المثقف او الضيف فبالرغم ان العراق اول دولة حضارية اهتمت بالمكتشفات والاختراعات على وجه البسيطة ألا اننا نرى اليوم انحدارا كبيرا وفجوة رهيبة بين ركائزنا الثقافية والمواطن وبين الركب الانساني المتطور الذي وصل الى مرحلة متطورة جدا ورغم ما نمتلكه من ثروات هائلة تجعلنا في مصاف الدول العظمى في مجال المعالم الثقافية وقطعا هناك مجموعة الخطوط الحمر غير المعـــــــــلنة والموجهة ضد الثقافة من قبل الحكومة او توجهات ثيوقراطية مجتمعية لا تخفي قلقها من الموسيقى والفن عموما من التصاعد للتثقـــــــــــيف الجماهيري وإسقاط الجهل والتخلف الذي يخيم وسط هذه الاجـــواء المعتمة لأجل كبح هذه النشاطات ورغم كل تلك الموانع فإنساننا العراقي تواق للفن والثقافة بكل اشكالها وسيجاهد بكل السبل من اجل اعلاء شانها وحفظ هيبتها وما فتح ملفات الفساد الثقافية ألا دليل على ذلك كونه مطلبا جماهيريا وانسانيا. |